قد يتساءل البعض من القراء الكرام لماذا التركيز في كتابتك على أهمية فرض هيبة الدولة وسلطانها على كل شبر من تراب الوطن؟، والإجابة تكمن في الإحساس بالمسئولية، ومشاهداتي لمسرح الأحداث الذي تكثر فيه الأعمال الإجرامية والإرهابية والتخريبية، وشعرت بأن مثل هذه الأحداث لاتتسم بذلك الشكل المخيف والمرعب إلا في المواقع التي تغيب عنها أجهزة الدولة ويقلُ سلطانها وتُضعف فيها هيبتها، وتنعدمُ فيها قدسية الدستور والقانون، ويتحول المستغلون لمثل هذه الأوضاع إلى وحوش يفرضون هيبتهم هم على هيبة الدستور والقانون ويمارسون صنوفاً من الانتهاكات والجرائم، ويوهمون المواطن بأنهم فوق الدولة، وأن لا إرادة فوق إرادتهم الهمجية، فيخلقون حالة من الذعر والخوف والاستسلام في نهاية الأمر لإجرامهم ورغباتهم الشيطانية فيعيثون في الأرض فساداً. ولئن كنت وغيري كثير قد أدركنا أن غياب أجهزة الدولة عن المناطق النائية قد سبب التمرد والإرهاب وخلق بيئة حاضنة لعناصر التخريب والتمرد ودعاة الردة والانفصال فإن الواجب يُحتمُ عليّ وعلى أولئك الكثر الذين أدركوا الحقيقة أن نوجه الرسائل الوطنية اللازمة التي تحذر من خطورة ذلك الفراغ الذي قد يترك هنا أو هناك بهدف تحمل أمانة المسئولية والاسهام في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية السيادة الوطنية. وهو أقل واجب يمكن القيام به في ظروف اتسمت بغوغائية أصحاب المشاريع الصغيرة والأدوات الشيطانية منفذي الأجندة الخارجية من قبل بائعي الضمير وتجار الحروب وصناع الأزمات الذين استلموا ثمن إجرامهم وإرهابهم وتمردهم وتخريبهم ومحاولات النيل من الوحدة الوطنية وتعريض السيادة الوطنية للخطر، أولئك الذين لم يعد يهمهم غير جمع الأموال المدنسة التي بموجبها فقدوا عقولهم وتخلوا عن هويتهم وإنسانيتهم. إن كنت قد أبديت ذلك الحماس والحرص فإنني أرجو أن يقابل من كل وطني غيور بنفس القدر من الغيرة والشعور بالمسئولية، بل أتمنى أن يكون على أعلى درجات الشعور بالمسئولية وبالذات من أولئك الذين يتربعون على قمة المسئولية ويصنعون القرار، وإلى جانب الجميع شرفاء الوطن من كل مكان، وذلك هو الهدف الذي أتمنى أن يدركه الجميع وبدون استثناء بإذن الله.