اشعال الفتن وتأجيج نار الحرائق احقاداً وبغضاء وكراهية اضحى اليوم واضحاً لكل العقلاء في هذا الوطن الذين تهمهم مصالح شعبهم ووحدتهم الوطنية، ان مثل هذه الاعمال الاجرامية التي تقترفها مجاميع من الغوغاء الذين لا يدركون مغبة مايقومون به وان النتائج التي ستترتب عنها هم من سيدفع ثمنها أياً كانت وأي مسار اتخذت وسيندمون عما اقترفته ايديهم من اعمال غوغائية وتخريبية بحق انفسهم وشعبهم.. عندها لن ينفع الندم ولايفيد الفهم المتأخر لاهداف وغايات من يحرضونهم ويدفعون بهم الى أتون النار التي يشعلونها بأيديهم ليجعلوا من انفسهم وقوداً لانضاج مشاريع قوى تضع مصالحها الجهوية والمناطقية والذاتية الضيقة فوق اية اعتبارات وطنية واخلاقية، موهمين انفسهم بإمكانية تحقيقها رغم ان الاحداث والتجارب برهنت لهم باستمرار ان ما يطمحون إليه هو وهم ومحض سراب و أن المستحيل اقرب منه الى التحقق . هذا اقل مايمكن ان يخرج به اي متابع لاحداث الشغب التي شهدتها مديريات الحبيلين بردفان وطور الباحة والتي هي استمرار اكثر رعونة لأعمال تخريبية سابقة لا هدف لها سوى زعزعة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي واقلاق السكينة العامة للمواطنين في محاولات يائسة لإعاقة مسيرة التنمية والبناء والاستثمار الذي بدأ يأخذ مسارات جدية في اتجاه الاسهام الفاعل لانجاز متطلبات المرحلة الراهنة، واستحقاقات مواجهة صعوباتها وتحدياتها الموضوعية وتجاوزها والانتصار عليها لصالح حاضر ومستقبل اليمن الجديد. وهنا نقول حان الوقت لتطبيق سلطة النظام والقانون باجراءات صارمة ورادعة ضد اولئك الذين يعيثون في الارض فساداً..ويحاولون العبث بأمن الوطن والمواطنين غير مستوعبين ان للتسامح ورحابة صدر الوطن حدود، ولن يسمح بعد اليوم لأمثال هؤلاء ان يتمادوا في غيهم الذي وصل الى الاعتداء على المواطنين الابرياء وقطع الطرقات الامنة وترويع الامنين ونهب الممتلكات الخاصة والعامة وإلحاق الدمار والخراب بكل ماتطاله ايديهم الاجرامية العابثة.. غير عابئة بماتؤول اليه ممارساتهم وسلوكياتهم التي تتنافى مع عقيدة وقيم ومبادئ واخلاق شعبنا اليمني الحضاري العظيم الذي أدان واستنكر مستهجناً من اقصاه الى اقصاه ما قام به اولئك الذين لايقيمون وزناً لأية اعتبارات تربطهم بهذا الوطن.. غير مكتفين بالتخريب الذي يقومون به الى المساس بثوابت الوطن، وانتهاك الدستور سعياً منهم الى زرع الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن والشعب الواحد. ومن هنا فان الاجراءات التي اتخذها مجلس الدفاع الوطني لفرض هيبة الدولة وتطبيق سيادة القانون تحظى بتأييد كل ابناء اليمن الذين كانوا ينتظرون من القيادة السياسية والعسكرية والأمنية القيام بمهامهم وواجباتهم الوطنية الدستورية لحماية الحقوق والممتلكات العامة والخاصة وصون الوحدة الوطنية، واشاعة الطمأنينة والمحبة والوئام الاجتماعي بين ابناء اليمن والحيلولة دون استمرار هذه العناصر المأزومة والموتورة والحاقدة على كل ماهو عظيم وجميل ونبيل في هذا الوطن في غيها وعبثيتها ، وامام تلك الأفعال المشينة يتوجب على الاجهزة الامنية وكافة الشرفاء من ابناء الوطن التصدي لهذه الاعمال التخريبية وضبط كل العناصر المتورطة وردعهم بقوة القانون وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم بماسولت لهم انفسهم المريضة وأفكارهم الشيطانية .. ففي ذلك العلاج الشافي ليتوبوا إلى رشدهم ويعودوا الى جادة الصواب، وفي ذلك الخير لهم وللوطن ولكي يتفرغ أبناؤه لقضاياهم الحقيقية، ومواصلة مسيرة النهوض والتنمية والبناء الشامل.