كنت قد أشرت في المواضيع السابقة إلى دور المعارضة الوطنية في بناء الوطن وتحصين الشباب من الاختراقات الفكرية الضارة. ولأن الواجب يحتم علينا جميعاً أن نقوم بدور التوعية والتحذير من خطورة الأفكار المنحرفة؛ فإننا نؤكد القول بأهمية الجانب التوعوي، وضرورة وصوله إلى المناطق النائية التي يحاول استغلالها أصحاب الأفكار الظلامية باعتبارها بيئة حاضنة لأفكار الإرهاب والتطرف والشعوذة والكهنوت؛ كون الناس في تلك المناطق بعيدين عنه مراكز التنوير والإشعاع المعرفي. بل نؤكد القول إن أصحاب الأفكار المنحرفة يحاولون منع التنوير المعرفي في هذه المناطق، ويصرون على جعلها مناطق مغلقة لأفكارهم الإرهابية. مستخدمين كل السبل من أجل نشر فكرهم المتطرف، ويجعلون من الدين وسيلة لتحقيق أهدافهم التي تضر بالدين والوطن والإنسان، يجنون من ورائها الأموال المدنسة ثمناً للأعمال الإرهابية والعدوانية والتمرد والتخريب ومحاولات النيل من الوحدة الوطنية وتعريض السيادة الوطنية للخطر. إن الأحزاب الوطنية هي التي تقوم بهذا الدور، وتدرك بأن حماية الوطن وسلامة سيادته مسئولية الجميع بلا استثناء. وأن أي تخاذل أو تهاون أو تواكل في أداء هذا الوجب الوطني المقدس يعد خيانة ونكوصاً عن الثوابت الوطنية والمبادئ والقيم الديمقراطية التي ترفعها تلك كشعارات في تخاطبها مع الغير. ولذلك فإن الشارع اليمني يتساءل وبمرارة: هل أحزاب المعارضة في ساحة الفعل الوطني تقوم بدورها الوطني كما ينبغي؟. أم أن ممارستها الميدانية لا تعكس هذا المستوى من الشعور بالمسئولية، وهل هناك قيادات وطنية في هذه الأحزاب قادرة على إصلاح اعوجاج الممارسات والسلوكيات الخاطئة؟. ولئن كان الواجب يحتم على المعارضة ضرورة القيام بدورها الوطني تجاه الشباب وتحصين أفكارهم بالفكر الوطني القائم على مبدأ الولاء الوطني الذي لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع التبعية أياً كان شكلها أو نوعها، فإن الواجب الوطني المقدس يفرض على الجهات الحكومية القيام بهذا الدور قبل غيرها دون الانتظار من أحد القيام بهذا الدور. لأن أمانة المسئولية تفرض ذلك بقوة وخطورة الفكر المنحرف قد بان خطره على المجتمع وأمنه واستقراره، فهل أدركت الجهات المعنية كل ذلك؟!. نأمل ذلك بإذن الله.