لا يختلف اثنان على أهمية الواجب الوطني الذي يعد من متطلبات ومقتضيات الولاء الوطني, ولكن هل الكل يقوم بالواجب تجاه وطنه من حفاظ على أمنه واستقراره وسلامة الوحدة الوطنية والذود عن سيادته واستقلاله، أم أن هناك من يتواكل أو يتكاسل أو يتخاذل عن أداء هذا الواجب؟!. إن المفترض على أرض الواقع العملي أن الكافة يقومون بالواجب الوطني كل من موقع عمله مهما كان ذلك الموقع بسيطاً, وهو ما هو ممارس على أرض الواقع العملي, فقيام كل واحد بأعباء المسئولية على كاهله بصدق وأمانة وإخلاص وتفانٍ يعد قياماً بالواجب الوطني, لأن القيام بتلك المسئولية المحددة تنفيذ للواجب الوطني, كما أن التواكل أو التكاسل أو التخاذل في أداء تلك المسئولية يعد خيانة لأمانة المسئولية وعدم القيام بالواجب الوطني. إن الشعور بالقلق على الواجب مهما صغر حجمه دليل أكيد على يقظة الضمير وحيوية ووطنية الإنسان واستعداده للقيام بما هو أعظم وأكبر من حجم المسئولية الملقاة على كاهله, ولذلك ينبغي التعرف على هذه الجوانب عند القيام باختيار المسئولين لتولي المواقع الأكثر أهمية, ولا يجوز الاعتماد على الوجاهة. لأن اختيار المسئولين أمانة كبرى ينبغي على المعنيين الوقوف عندها بصدق, على اعتبار أن الاختيار القائم على معايير الكفاءة والولاء الوطني يقود إلى نتائج أكثر فاعلية في أداء المهام الوطنية صغيرها وكبيرها على حدٍ سواء. لقد برهنت الأحداث العملية على أهمية الاختيار القائم على معايير الكفاءة والولاء الوطني وأعطت نتائج وطنية في غاية الأهمية, كما أن الاختيار القائم على المزاجية والمعايير غير الموضوعية قد أعطى نتائج سلبية في ميدان العمل, فهل تدرك الجهات المعنية أهمية الاختيار، وهل أدركت أسباب الفشل الحادث في بعض مواقع المسئولية؟!. إننا مقبلون على مرحلة بالغة الخطورة وشديدة الحساسية وكثيرة التحديات؛ وتحتاج إلى كل المخلصين الذين يشعرون بأهمية الواجب الوطني, ولديهم الاستعداد المطلق للذود عن الوطن ومقدّراته وسيادته ووحدته وأمنه واستقراره, فقد حان وقت الوفاء للوطن.