المجتمع السليم هو الذي يستغل أبناؤه كل فرصة لتأسيس مداميك جديدة ومتينة لحماية الوطن وتقوية المجتمع . نحن متجهون نحو شكل جديد لنظام الحكم والدولة بقصد التخلص من العيوب القديمة لا تكريسها ومن ثم يجب التوجه لتعزيز الوحدة وتأسيس لامركزية إدارية تثري التنافس الإيجابي بين الأقاليم إدارياً وخدماتياً بعيدة عن التقسيم أو التباعد السياسي.. ومن يتوجه اليوم لتشكيل كيانات على أساس إقليمي غير موفق إن لم يكن سيء النية. في السابق كان تشكيل الأحزاب على أساس مناطقي أو مذهبي ممنوع بحكم الدستور والقانون لما لها من أثر سلبي على الوطن ووحدة النسيج الاجتماعي وإثارة المناطقية .. ولم نسمع مثلاً عن حزب «تعزي» أو «صنعاني» أو «عدني» أو«إبي» أو «حُديدي» أو «حضرمي» لما لذلك من مخاطر على الوحدة الوطنية، وكان من شروط تأسيس الأحزاب والكيانات السياسية أن تتواجد على كل ربوع الوطن بمشاريع وطنية عامة تستوعب كل الوطن بعيداً عن المشاريع الصغيرة والقروية. أعتقد أننا بحاجة اليوم إلى ضرورة أن تكون الأحزاب والتشكيلات السياسية على مستوى الوطن، ذات توجهات وطنية بعيدة عن تكريس النزعات المناطقية أو الإقليمية، ولا نريد أن نرى الحزب «الجندي» نسبة لإقليم «الجند» وليس لعمي «عبده الجندي» ولا الحزب «السبئي» ولا الحزب «الحضرمي» ولا الحزب «العدني» أو«التهامي» وإنما أحزاب يمنية تمتد لكل الأقاليم، ويبقى التنافس بين الأقاليم والمشاريع اقتصادياً وتنموياً عبر مشروع وطني عام تتنافس عليه كل الأحزاب والكيانات السياسية، فالأقلمة لدينا تشكيلات إدارية مطورة للمحافظات وليست تقسيمات سياسية.. وعليه يجب أن يشارك الجميع في التنبيه لمخاطر هذه النزعات الذاهبة إلى تكريس عقائد ومذاهب ونزعات تعصبية للأقاليم بعيدة عن الاتجاه الوطني الوحدوي الذي نحتاج إلى تكريسه، وحمايته حماية للوطن من التجاذبات والنزعات المؤذية والمضرة، وسداً للنزعات المناطقية التي تفتح أبواباً واسعة لعصبيات تدفع نحو الدعوات الانفصالية التي يسعى البعض لإضعاف الدولة اليمنية القادمة بالتهيئة والتسويق للنزعات والمشاريع التفتيتية الصغيرة. [email protected]