مسلحو جماعة الحوثي يفرضون حصاراً مشدداً على محافظ صعدة فارس مناع.. وبحسب الأخبار فقد وضعوا في نفس الوقت «خيم» حول مقره للتعبير عن احتجاجهم السلمي والمطالبة برحيله قبل اعتقاله.. طبعاً نحن هنا أمام مشهد «فكاهي» وشرالبلية مايضحك فكيف تجتمع «الخيام» والحصار المسلح وقبل ذلك الكمين الذي وضعوه للرجل.. سلمية الحوثي مثل الحديث عن مدنيته التي تصطدم بعنصريته ودعوى أحقيته بالحكم كسلالة بشرية دون الناس وتقسيم البشر إلى سادة وعبيد، مشكلة عويصة تواجه الحوثي تحتاج إلى كم هائل من الأمية واللاوعي والخرافة وهو مالا يتوفر لهم في عصر ثورة المعلومات والشعوب وطغيان الدعوة للحرية والمساواة.. وعلى هذا المنوال يكون حديثهم عن المظاهرات التي يقولون إنها سلمية ومصحوبة ببوازيك وأطقم ومسلحين يعني غزوات مسلحة سلمية للجوف وعمران وأرحب وحجة وعمران وأخيراً همدان، وعندما تعترضهم القبائل الرد جاهز: هؤلاء الاخوان المسلمون يمنعون «زيارة الأرحام» وهكذا نصبح أمام خليط غريب سلمية وسلاح وقتل النفس المحرمة مع زيارة أرحام وتكرار الاخوان المسلمين كمحاولة لخطب ود بعض القوى كما يفعل إعلام الرئيس السابق، فكل حركة هي إخوان مسلمون وكل رد شعبي هو إخوان مسلمون، وهذا عبث يدل على إفلاس المشاريع المضادة في اليمن وبؤسها. كل القوى تريد أن تتحول حركة الحوثي إلى حزب سياسي حرصاً عليها وعلى اليمن، لكن الجماعة تصر على إظهار نفسها كجماعة مسلحة عنيفة وترهب كل من يخالفها ومافيش عندها «صفاط» ولا «يمه ارحميني» لاتبالي من يُقتل من رجالها، فهذا واجبهم وخلقوا من أجل التمكين ل «السيد» كما أنها تريد أن تقول إنها تقتل وتقتل وياويل من يعترضها في «مسيرتها القرآنية» المباركة في قتل اليمنيين لأنها تريد بهذا أن «تصل رحمها» بالجماجم والدماء. هناك شيء غريب في تصرفات «الحوثي» نريد جوابا منها، أيش حكاية تدمير وتفجير المباني؟ فهي ماتدخل منطقة إلا فجرت مباني مخالفيها خاصة المساجد والمدارس، هل هي حالة نفسية ترتاح وتستريح بالدخان والهدم والدم أم رسالة إرعاب؟ فجرت مسجد أهل الحديث في كتاف، كان مسجداً يمتلئ بالمصاحف وفارغاً من البشر وهو في النهاية ملك الشعب المسلم.. فجرت دار حسين الأحمر وقلنا ذاك انتقام وحتى الانتقام لايليق بشعار «المسيرة القرآنية» مهما كان الخصم . أمس الأول دخلت إلى «همدان» بأسلحتها بدعوى «صلة الرحم» وجرى اشتباك عندما اعترضتهم قبائل كان لهم ثار مع قبائل أخرى، المهم سالت الدماء من الطرفين تماماً مثل ماتسيل في الجوف وحجة في رحلاتهم التي نشطت هذه الأيام بدعوى «زيارة الأرحام»، لكنها عادت لتغزو القرية ليلاً وتقتل دون أن تراعي حتى وصية الإمام علي كرم الله وجه وهو القائل «لوكنت بواباً على أبواب جنة لقلت لهمدان ادخلي بسلام» وعلاقته بصلة الرحم والمسيرة القرآنية العجيبة. الملاحظ أن تفجيرات المدارس والمساجد كانت حاضرة حيث فجرت مدرسة من ثلاثة طوابق.. هناك الناس والدولة تبني مساجد ومدارس بسنوات و«الحوثي» يهدمها بلحظة، بدعوى أنها مخالفة، تأكيداً على معنى التعايش والتسامح لديه.. هل هذه المسيرة القرآنية أم رسالة بعدم قبول المختلف معه، بل تفجيره ولا مكان للاختلاف أوحرية أو قول أو رأي غير قناعة «السيد». كل هذا الدمار رسالة موحشة تقول بأنه لا يوجد أحد يجتهد لتشويه جماعة الحوثي غير الحوثي نفسه الذي يثبت بالدليل والدم وتفجير المساجد والمدارس لتقول إنها جماعة متمردة وعنيفة وإقصائية ولاتبالي بالسلم ولابالشعب والدولة، فكل شيء يجب أن يخضع لها بالعنف والقوة لتؤكد للداخل والخارج بأنها معضلة اجتماعية وتقنع الشعب والدولة بأنها لاتتعامل إلا بالقوة ولا تفهم إلا لغة الغلبة والسلاح وعلى الدولة والشعب أن يعاملوها على هذا الأساس. هذه رسالتهم واللي فاهم حاجة ثاني يخبرني.. ثم ماذا بعد أن تأتي جماعة مسلحة تعتقل محافظاً وهو آخر ما يعبر ولو رمزياً عن الدولة في صعدة، وهل يوجد شيء آخر يؤكد على التمرد وعرقلة حوار اليمنيين أكثر مما تقوم به.. التوتر مع صاحبهم «مناع» جاء على خلفية اقتناعه برسالة الرئيس هادي والشعب بضرورة حصر الأسلحة الثقيلة وتسليمها.. يا إخواننا العقل زينة فكروا ولو للحظة لتعرفوا أن العنف والقتل ولغة السلاح والتدمير سيرتد وبالاً عليكم. [email protected]