ما أجمل المثقّف حين يتسق مع ذاته باعتباره ضميراً معرفياً؛ ينتمي إلى حقوق الشعوب، واعياً بقيمة الحرية، رافضاً ما يناقضها من استبداد. في هذا السياق مثلاً أتذكّر ما بدا عليه الروائي الاسباني الفذ «خوان غويتسلو» حين كان أكثر من رائع في العام 2009م، وهو يرفض ما يسمّى ب«جائزة القذافي العالمية للأدب» على الرغم من بلوغ قيمتها 200 ألف دولار؛ إذ ظهر معتزاً بتاريخه النضالي- كفنان وإنسان - من أجل الديمقراطية وليس كأولئك المزوّرين اللاهثين بتهافتٍ عجيب نحو جوائز الديكتاتوريين البلداء. على العكس من ذلك للأسف قبلها مثقّف عربي مرموق هو جابر عصفور كما نعرف جميعاً في 2010م..!!. وقد علّق عصفور في تصريحات صحفية على حيثيات منحه الجائزة حينها قائلاً: «أنا سعيد بهذه الحيثيات؛ وأظنها في محلها». باختصار المثقف الحقيقي موقف، بينما لا يعد غويتسلو في موقفه المبدأي المتسق هذا من المثقفين المتهافتين الذين تخلَّوا عن دورهم الطليعي التنويري الحضاري لصالح اللا نوعية والرداءة في زمن التهافت واللا قيمة. *** يقول روبرت انجرسول: من السعادة في كل عصر أن يكون هناك من لديه فردانية وشجاعة كافية ليقف من أجل قناعاته. [email protected]