لماذا أغلب القضايا الوطنية والإنسانية القائمة على الفطرة والسلوك الإيجابي التلقائي أول من يتخلّى عنها الكثير من قائمة المثقفين ومن يمكننا تسميتهم مبدعين؟ مثلاً الوحدة اليمنية.. أول من أعلن الانفصال عنها هم المحسوبون على الثقافة.. وكذلك الخلافات الطائفية والمذهبية والنعرات اللاأخلاقية يقودها ويسقط في براثنها مجموعة كبيرة من المثقفين. وأينما وجدت خلافاً موحشاً ورديئاً في اليمن على الأقل.. تجد وراءه ثلة من المثقفين وممن يُعوّل عليهم تثقيف المجتمع وتنميته أخلاقياً ومعرفياً وإنسانياً.. بدلاً من الانخراط في خدمة الأحقاد والأوجاع. وبناءً على ذلك هل يحق لنا أن نُسمّي المثقف في اليمن «مثقفاً» أم هو في الغالب عبارة عن «بوق» وتابع للسياسي المتنفّذ الذي يقتاتُ على ثمرة الخلافات وتعميق الجهل ومفاهيم العدوانية بين أبناء المجتمع الواحد?!.