عندما رحبنا – أو على الأقل صمتنا – تجاه التدخل الأمريكي والمجتمع الدولي عموماً في القضية السورية لم يكن ذلك الترحيب والصمت تعويلاً على إنسانية أميركا والغرب.. ولكننا كنّا نقول أنه ربما تلتقي رياح المصالح الأمريكية الغربية مع توق وحاجة الشعب السوري للانعتاق من دوامة الموت والدمار.. وقد أثبت جميعهم براءتهم وعدم صلتهم بهذا المسمى .. (الإنسانية)...فلا تظلموهم.. لم يعد المجتمع الدولي يهتم بالقضية السورية كما كان سابقاً قبل الحديث عن نية أميركا توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري.. رغم الحالة المأساوية التي يعيشها الشعب السوري. ربما – كما يطرح كثير من المحللين – أن هناك صفقة قد تمّت بين أميركا وطهران ..بحيث ترفع أميركا يدها من الملف السوري مقابل تنازلات معينة في مشروع إيران النووي ..أو ربما اتفاقيات أخرى سرية. تنتصب أمامك علامات التعجب والدهشة المفزعة وأنت تشاهد هذا التناقض العجيب من قبل أميركا والغرب عموماً في تعاملهم مع ملفات.. سوريا.. القرم.. مصر.. صحيح إن المصالح هي العنوان الأبرز في قاموس السياسة لكن أن تصبح المصلحة عربة ضخمة تدهس كل أمامها من كائنات بشرية فهذا هو الانحطاط الإنساني بكل مدلولاته حتى المنظمات الإنسانية يبدو أنها تتحرك باتجاه مصالح تلك القوى المهيمنة. وربما لو قُتل كلب في سوريا لتحركت جمعية الرفق بالحيوان وأقامت الدنيا .. فمتى سيكون هناك جمعية الرفق بالإنسان العربي ..أما بعض حكوماتنا العربية.. فلا تسألوا عنها.. فإذا كان مشكلة الغرب مع إنسانيتهم فإن مشكلة تلك الحكومات العربية هي خصومتها الحادة مع عربيتها وإسلاميتها وإنسانيتها. ويبقى الشعب السوري يتلوى وجعاً وموتاً ودماراً على رصيف العهر والقبح السياسي.... بين لا إنسانية أميركا والغرب ولا عربية ولاإنسانية الحكومات العربية المتكلسة. شُرفة : سوريّا.. الألم المجنون لسوريّا.. دموع القلب.. تنهملُ و في عتبات أدمعها.. سماءُ الروح تنكسرُ . وتبكي عندها الأحزان يذبل فوقها القمرُ أيا سوريا.. جراحُكِ أنت يا شامُ غاباتٌ من الوجع تسافر في جوانحنا و«بردى» نهرك الباكي غمامٌ نازفٌ ألما على صحرا مآسينا نرويها بأدمعنا فتستعرُ ويبقى صوتكِ المخنوق نصلاً في عُروبتنا .. وسهماً في حناجرنا نبكي جرحُك الدامي.. ونعتذرُ ... رابط المقال على الفيس بوك