المكاشفة التي ينبغي الوصول إليها خلال هذه المرحلة الحرجة تحتاج إلى إرادة شجاعة تضع الخوف والوهم جانباً وتعتمد جوهر الحقيقة مهما كانت مرارتها وينبغي التسلح بحب الوطن في إخراجه من النفق المظلم الذي تعمد اصحاب المصالح الخاصة جداً وضعه فيه من خلال اللجوء إلى الشوارع لإعاقة الحياة ومنع تقديم الخدمات للناس كافة والإضرار بالدولة وكسر سلطانها لخدمة الغوغائية والعبثية التي طالت مناحي الحياة وعاثت في الأرض فساداً وحالت دون خير الناس كافة. نعم الحاجة إلى الشجاعة باتت ضرورية ولازمة من لوازم إصلاح ما دمرته غوغائية الأزمة السياسية وكارثية الادعاءات وعبثية الشعارات التي انخدع بها البعض من اصحاب النوايا الدينية والوطنية والإنسانية السليمة ولم يدركوا خطورة الانجرار خلف الوهم إلا بعد ان تعملق الفساد والإفساد وتوغل انكسار سلطان الدولة وفاح تحدي القانون واصبحت سنن السوء والمنكر هي دعامة الانفلات وعدو الانضباط وصار قول الحق والجهر به محارباً أما قول الزور والتدليس مرحب به في ساحة الغوغاء والعبث. لقد اصبح السب والشتم والنكران والجحود والفجور في القول والفعل صكوك غفران لا تمنحه قوى الشر والعدوان إلا لمن أمعن وأوغل فيه ارضاء للهوى الشيطاني الذي تجرد من أية قيم أو مبادئ وبات عنوانه الغاية تبرر الوسيلة والاكثر من ذلك ان الذين اكتشفوا الوهم والادعاء إذا جنحوا لقول الحقيقة تعلن حرب الجاهلية العمياء ضدهم وتكال التهم في حقهم بهدف منعهم من إظهار الحقيقة المرة التي كانت سبباً في غوايتهم وجرهم إلى دهاليز الفوضى والدمار. لن نقول بأن الوضع غير قابل للعودة إلى جادة الحق والصواب بل نقول إن من مكارم الاخلاق الدعوة إلى تصحيح ما حدث والالتزام بجوهر الحقيقة لنجنب الشعب كوارث سقوط مؤسسات الدولة وفقدان هيبتها وهذا لا يتم إلا بالإرادة الخيرة والحرة التي تمتلك الشجاعة وتستمد قوتها من الإرادة الكلية المعتصمة بحبل الله المتين في سبيل تحقيق خير الناس كافة وحماية المستقبل بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك