مر عيد العمال خافتاً وعلى استحياء إلى درجة الإيحاء بأن العمال لا يشكلون أية نسبة تذكر، مع أن الشعب اليمني معظمه طبقة عاملة وفلاحون وكادحون حتى الطبقة الوسطى انتهت وهذا زاد الأمر سوءاً وافتقدت الطبقة المكدودة وسائل الحركة والقيادة الفاعلة، وانقسم المجتمع الى قسمين إلى شعب أقرب إلى الجوع يعيش على القدرة وضوء القمر ويعتبر توفير قرص خبز وتأمين «العصيدس والزبادي للأسرة والأولاد إنجازاً مبهراً في كفاحه اليومي من أجل البقاء .. وإلى طبقة متخمة تترفع عن الرقعة العريضة الغبراء وكأنها لاتعرف أن تخمتها من عرق هؤلاء البسطاء وثروتهم التي يغيب عنها التوزيع العادل والعدالة الاجتماعية .. العمال في اليمن ومعهم المزارعون والموظفون يعيشون فترة إغماء من شدة الجوع لو صح التعبير ...ومالم يتجه العمل لحل مشاكلهم وتوفير ما يسد رمقهم ويقيم كرامتهم فإن ثورة الجياع التي يتحدث البعض عنها كترف ستتحول إلى واقع وسيتحول هؤلاء الضعفاء من الجوع إلى قنابل تتفجر بلا تحكم أوعقل . نمر في حالة انتقالية من المفترض أن تضع أسساً للدولة المدنية والشعب الكريم وفي كل النقاشات الحوارية والمدنية وفي دوائر الحوار الوطني والدستور وخلافه يحضر كل الناس ويغيب العمال، على اعتبار أن من غاب عن العين غاب عن القلب , وللنخبة التي تحتكر المشهد السياسي والثقافي والحواري اهتمامات هلامية ليس من بينها قضايا العمال وتبقى مشكلة العمال أيضاً خاصة بهم، أعني بغياب وعي العمال بحقوهم وبطريقة الكفاح من أجل تحسين أوضاعهم بطريقة طويلة الأمد لاتعرف التوقف واليأس دون أن يتحولوا إلى أدوات وقتية لخدمة هذا الطرف أو ذاك، من المفترض أن تكون على رأس برامج الأحزاب ونشاطهم العمال وقضاياهم وحقوقهم في الداخل والخارج .. العمال مظلومون لأنهم يأخذون زبدة الظلم النازل على اليمنيين، ففي الوقت التي تطبق الدول برامج كبيرة لرفع مستوى العامل نرى عندنا إهمالاً تاماً في هذا الجانب، حتى المعاهد التقنية تحولت كما قلت في مقال سابق إلى «معلامة» تلقين «الف لاشي له» و« زعل» مني البعض وسنبقى «متزاعلين» حتى نرى العكس ونرى مخرجات هذه المعاهد تتحدث عن نفسها.. كان لدينا حرف يمنية اندثرت وأصبح العامل لاهذا ولاذاك وكان الأصل أن يحافظ على هذه الحرف وأن تطور ليدخل فيها عامل يجعلها تستفيد من التكنولوجيا وتمتص الكثير من البطالة. ولو تم هذا لكانت هذه الصناعات تنافس وتصدر إلى الخارج ...لايعلم الكثير أننا كنا نصدر من حرفنا كمانصدر من أرضنا إلى خارج البلاد وإلى من يتعالون علينا اليوم بفعل أيدينا، لكن الحقيقة أن من لا داخل له لاخارج له .. العمال هم ضمير الحركة السياسية ورفع مستواهم علامة على العافية التي تسري في جسد الدولة والشعب .. وتعودون أيها العمال الطيبون أكرم وأسعد نفوساً وأحسن حالاً وأرفع رؤوساً. [email protected]