الجهاد هو ذروة سنام الإسلام قال تعالى {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}. والجهاد هو بذل الجهد واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل لإعلاء كلمة الله تعالى, لكن الفهم القاصر والتدين المغشوش شوه هذا المعنى العظيم للجهاد وحصره في زاوية ضيقة هي القتل وسفك الدماء, فصار من يقتل ويدمر ويضرب ويفجر هو المجاهد بينما من يجاهد بالكلمة ويدعو الناس بالحكمة والموعظة ويجادلهم بالتي هي أحسن وينشر المحبة والسلام ويظهر الوجه الجميل للإسلام ليس مجاهداً... حملوا السلاح تمترسوا خلفه وأرهبوا الناس ويسمون انفسهم جماعات جهادية بينما هم في الحقيقة مليشيات قتالية لا تعرف إلا لغة القتل و الدمار.. لقد حولوا معاني الجهاد السامية إلى نوع من أنواع العبث لقد انحرفوا به عن الغاية التي شرع من أجلها فبدلاً من أن يكون أداة بناء للأمة صار معول هدم وبدلاً من أن يكون وسيلة لنشر الخير وتمكين لدين الله في الأرض صار وسيلة لتشويه الإسلام وتدمير الأوطان.. والغريب في الأمر أن هذه المليشيات التي تدعي أنها جماعات جهادية تزعم أنها تجاهد اليهود والنصارى والأمريكان بينما هي في نفس الوقت تشتري السلاح منهم تقتل به الأبرياء الذين ليس لهم ذنب. هذه مفارقة عجيبة لا يقبلها عقل. فكيف يزعمون جهادهم وهم يشترون السلاح منهم. فهل يعقل أننا سوف ننتصر على عدو هو من يعطينا السلاح, هذا استخفاف بالعقول وضحك على الدقون .. فلن نستطيع تحقيق أي انتصار إلا عندما نكون نحن من يصنع السلاح. أن الجهاد الحقيقي الذى يجب أن نقوم به في الوقت الحالي هو جهاد البناء والتنمية وإعمار الأوطان حتى نصل إلى مرحلة نعتمد فيها على انفسنا نأكل مما نزرع نلبس مما نصنع , ونملك أسباب القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية التي نستطيع من خلالها مواجهة الآخرين لأن المعركة ليست معركة قتالية إنما معركة اقتصادية وسياسية. فنحن هزمنا في ميدان الاقتصاد قبل أن نهزم في ميادين القتال. فلو أن قيادة ما يسمى بتنظيم القاعدة ادركت واجب المرحلة فبدلاً من إرسال الشباب إلى الموت والقتل والدمار و العمليات الانتحارية التي ليس لها جدوى يتم استثمار حماسهم وإقدامهم وشجاعتهم العجيبة في البناء والإنتاج ومواجهة الفاسدين بالوسائل السلمية فبدلاً من أن يحملوا الأحزمة الناسفة التي تقتل الأبرياء يحملون أدوات التنوير والأحياء أحياء الأنفس, «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا». اعتقد أن عبد الملك الحوثي سوف يصبح بطلاً قومياً سوف تتغنى به الأجيال لو أمر اتباعه بترك حمل الكلاشنكوف والبازوكة وأن يحملوا بدلاً عنها الفؤوس والكريات فبدلاً من أن يقوموا ببناء المتاريس يقوموا ببناء المدارس وبدلاً من بناء السجون و المعتقلات يقوموا ببناء المشافي وبدلاً من زراعة الألغام يقوموا بزراعة العنب و التفاح, ولاشك أننا بهذه الطريق سوف نهزم أمريكا ونطرد المحتل الصهيوني من بلاد المسلمين..