هو قمة الإيمان، أو ذرة الإسلام وسنامه.. والجهاد مشروع في كتاب الله وسنة نبيه، فما هو الجهاد؟ إنه حمل السيف وما بقي من أدوات الحرب للدفاع عن ديار الإسلام والمسلمين راجلين وراكبين.. فقد أذن للمسلمين بالقتال وهم في المدينة ووعدهم الله ب”العير أو النفير” أي بقافلة قريش، أو بالنصر على جيش قريش، فلم يتمكن المسلمون من القافلة فمكنهم الله من جيش قريش “المشركين” في معركة بدر.. رغم قلتهم أمام كثرة قريش. وحين شرع الجهاد للمسلمين إنما شرع للدفاع عن أنفسهم واسترداد حقهم، ولم يشرع الجهاد ظلماً وعدواناً وهكذا تتابع الجهاد من معركة بدر إلى أحد، إلى الخندق إلى فتح مكة.. و... والخ. لكن كان جهاداً في الحق وليس جهاداً في الباطل، وكان جهاد المسلمين محصن بأخلاقيات نبيلة، ومبادئ سامية فلا يمس أسير بسوء، أو أذى وإنما يعامل الأسرى معاملة إنسانية وكذلك الجرحى يطببون ويعالجون حتى يشفوا إنها أخلاق الإسلام، أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحروب الجهادية لا يعتدى على النساء، ولا يهتك العرض ولا يمس الأطفال، ولا الشيوخ، ولا تنتهك حرمات البيوت، ولا تنهب الأموال، ولا تقلع الأشجار، ولا تخرب وتدمر وسائل الحياة، لأن الجهاد هو من أجل القيم والأخلاق الإنسانية، من أجل الحياة الحرة الكريمة.. هذا هو الجهاد في ديننا الإسلامي الحنيف، لا يمس فيه رجل لا يحمل السلاح بأي أذى، ولا يشوه ويمثل بجثث القتلى من الطرف الآخر بقطع الرؤوس، أو الأوصال.. لأن كل هذا منهي عنه في الإسلام دين السماحة والسلام والحب والوئام والتعاون. لكن ما يحصل اليوم تحت رايات عديدة كلها تدعي الإسلام وأنها تجاهد ضد من ؟! ضد اخوانهم المسلمين ، إن الفرق الجهادية تعكس صوراً سيئة عن الجهاد في الإسلام.. إنهم يعتدون على الأبرياء، ويقتلون دون تمييز بين الأطفال، والشيوخ، والنساء، والعجزة، والمسالمين، ليس هذا وحسب، الجهاديون اليوم يهاجمون بالسيارات المفخخة، والأحزمة الناسفة المنشآت المدنية كالمعاهد، والمدارس، والكليات ليقتلوا منهم بالعشرات ، وهم من المسلمين اخوة لهم، فأي جهاد هذا الذي تزرع فيه متفجرات أو تهاجم فيه بسيارة مفخخة، أو حزام ناسف سوق مزدحم بالأبرياء من النساء والأطفال والمدنيين وكبار السن ؟!! أي جهاد هذا الذي يعذب فيه المخطوفين والجرحى وتهتك فيه الأعراض، وتقطع الطرق ويعتدى فيه بالتخريب والتدمير لوسائل الحياة، والخير، والعطاء، ويعتدى فيه على المشافي، ويقتل الأمراض دون رحمة، إن ما يجري في بلاد الإسلام ليس جهاداً ، بل خراب ودمار. رابط المقال على الفيس بوك