“5” تشويه سمعة سكان مأرب وإبقاؤهم في حالة تصادم مع التجمعات السكانية المستفيدة من المشتقات البترولية ومن الطاقة الكهربائية؛ وذلك باستئجار بعض المشوّهين اجتماعياً ونفسياً للقيام بعمليات اختطاف الأجانب، واختطاف التجار وأبناء التجار، وتفجير أنابيب النفط، وضرب شبكات الكهرباء، ناقلة الطاقة من المحطة الغازية في مأرب، وإبقائهم في حالة تصادم مع الإدارة العسكرية والأمنية بوصفهم إرهابيين أو حاضني الإرهابيين، ومن ثم حق عليهم استهداف منازلهم بالقصف الصاروخي والمدفعي والتفخيخ وتشريد بعضهم إلى بطون الصحراء. “د” مجموعة الجزر في جنوب البحر الأحمر والمحيط الهندي والواقعة ضمن الحدود البحرية لجمهورية اليمن؛ وهي جزر لا غبار على تبعيتها الجغرافية والإدارة السياسية، ويمكن أن تشكّل هذه الجزر واحداً من مصادر الدخل للخزانة العامة وسوف يكون لها حكم ذاتي حيث تكون مسكونة. “ه” وهناك مناطق أخرى كتهامة وريمة وذمار لابد أن تتحرّك سياسياً للسيطرة على زمام الأمور المحلية لتصنع مجد مستقبلها بعيداً عن مدار التخلُّف القبلي، وبالتالي خلق جدار دفاعي مكين للدفاع عن قرار الالتحاق بمشروع دولة عدن بما تفرضه من شروط التخلّي عن درب العادات والتقاليد والأعراف سيئة السمعة كالمشيخة وحمل السلاح والتذرُّع بالثأر والقتل خارج العدالة والقانون. موضوعياً وتاريخياً خضعت هذه المناطق الزراعية، أي التي انتقلت إلى الزراعة في وقت مبكّر من التاريخ للغزو القبلي تحت قيادة الأئمة، ونجح هؤلاء الغزاة في تغيير ثقافة السكان تغييراً كبيراً. فبعد أن كانوا ضمن الدائرة الثقافية الجنوبية؛ أرغموا على الاتجاه شمالاً، وليس هذا فحسب بل أضحت “ذمار” واحدة من كراسي الزيدية، أي المرجعية المذهبية، ولذلك الأمر حساسية الآن بعد مضي خمسة قرون تقريباً، ويحتاج إلى تطبيع من نوع مميّز مع المنظومة الذهنية والثقافية لمناطق الجنوب؛ ليس للاندماج القسري؛ بل للمقاربة والتعايش الاجتماعي التدريجي وصولاً إلى ظهور القواسم المشتركة للعيش الاجتماعي المشترك والتعايش السلمي السياسي. وموضوعياً جزء من هذه المناطق جاهز لتقبُّل هذا المشروع كتهامة وريمة وعتمة ووصابين غير الجزء الآخر من الصعب عليه هضم مشروع الدولة النهضوية، وهي تحتاج إلى التأهيل والنموذج الملموس لإنضاج العامل الموضوعي بوتيرة أسرع ومقبولة. وذاتياً فإن هذه المناطق بسبب التراكم السلبي للعبودية والاستبداد السياسي والقهر الاجتماعي والتضليل الثقافي لم تنتج القوى السياسية المستقلة عن المركز السياسي المتخلّف، وبالتالي فإن نُخبها بكل أطيافها مازالت تدور في ثقافة الأنظمة ذات الطابع العشائري والقبلي خاصة بعد أن غزتها ثقافة الصحراء المتوحّشة وفرضت عليها التقوقع خارج سياق العصر الثقافي المتطوّر وأبقتها في حالة كراهية مع مداميك الدولة العادلة والقانونية النهضوية، وهذه النُخبة معاقة الآن وبحاجة إلى تدخُّل ثقافي جديد مستفيداً من تذمُّر هذه النُخبة من أوضاعها الاجتماعية ووضعها المراتبي ضمن المراتبية الثابتة التي صنعتها القوى التقليدية “شيوخ الإقطاع القبلي” في المنطقة القبلية الجبلية بالشراكة مع القوى العسقبلية المالكة الحصرية للعهد الجمهوري. وضعف العامل الذاتي وهو مجموع النُخب الفاعلة سياسياً والمؤثّرة ثقافياً، يعني تباطؤ نضوج العامل الموضوعي، الأمر الذي يقود إلى ندرة في استيعاب المشروع الجديد والمميّز والمثير للجدل.