عندما حذّرنا من انحراف الخطاب الإعلامي كان البعض من الذين لا يريدون نجاح مرحلة الوفاق السياسي يصرّون على تنزيه الإعلام الرسمي ويقومون بإزالة أية إشارة إليه وكنا نظن أن ذلك من باب الرغبة في التسلّط في ممارسة الوظيفة العامة ولم نكن نظن أن ذلك قائم على عملية ممنهجة لإسقاط الدولة وتدمير الحياة، أي أثبت الفاعلون أنهم ضد الحقيقة ولا يقبلون النقد البنّاء، وعندها أدرك الشعب أن الأيادي الخفية والعلنية التي تريد احتكار كل شيء لطرف من الأطراف دون القبول بالآخر أياً كان لا يمكن أن تكون عند مستوى ثقة الشعب لأنها ضد الإرادة الكلية للشعب. إن الاصرار على الاحتكار أمر مرفوض ولا يقبله أحرار اليمن على الإطلاق وبات اليوم من الواجب المقدس ان نقول لكل من يحاول الانحراف بالرسالة الإعلامية لطرف دون آخر يكفي إثارة واستئثاراً لأن الوطن اليمني يستوعب الجميع وينبغي أن نجعل من الرسالة الإعلامية أداة لتعميق مفهوم الولاء الوطني دون اللجوء إلى الرسائل المشفّرة وغير المشفرة المثيرة للسواد الأعظم من الشعب وينبغي الكف عن استخدام المصطلحات النارية المؤججة للفتنة فقد ذاق الشعب منها المُر منذ 2011م. إن المطلوب اليوم هو إبراز أهم أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر عامي 62، 1963م وهو إعادة لحمة الوطن اليمني الواحد والحفاظ عليها ومنع التآمر ضدها، لأن إبراز تحقيق هذا الهدف العظيم يعمّق مفهوم الولاء الوطني ويجسّد الانتماء إلى الوطن اليمني الواحد ويدفع باتجاه التضحية من أجل حماية قدسية التراب الوطني ويعزّز قوة الجيش والأمن في الحرب ضد الإرهاب الذي استهدف أبناء القوات المسلحة والأمن صمام أمان الوحدة اليمنية والضامن الأكيد لحماية الدولة وتعزيز قدراتها ولا يخالف ذلك إلا حاقد ومتآمر على الوطن ولم يجد غير الرفض المطلق، لأن قدسية الوطن لا تقبل إلا الطُهر والنقاء والوفاء بإذن الله.