التجرّد المطلق في القيام بمسئولية غرس الولاء الوطني هو البداية الحقيقية لنجاح أية قوى سياسية لديها طموح في كسب ثقة الجماهير، بمعنى ينبغي الانطلاق من استجداء الفرصة من القوى السياسية فيما بينها إلى استجداد الثقة من الشعب بحيث يكون الخطاب مباشرة مع الهيئة الناخبة باعتبارها صاحبة الحق المطلق في منح الثقة من عدمه، ولذلك بات من الضروري الاتجاه نحو الشعب واحترام حقه في امتلاك السلطة ولا يتم ذلك إلا من خلال الخطاب الوطني الموضوعي الأمين الذي يغرس مفاهيم الولاء الوطني في أذهان الناس ويعزّز روح الاندماج السياسي ويبرز أهمية احترام الدستور والقانون باعتبار ذلك الالتزام احتراماً لإرادة الشعب. إن المرحلة الراهنة تحتاج إلى خطاب وطني واحد يجسد المعاني والدلالات لمفهوم الولاء الوطني ويتغلب على الثقافة الكيدية والمكر السيء ويجود جزالة اللغة في تأثيرها على الشباب لمعرفة مفهوم الولاء الوطني قولاً وعملاً وتزول من خلاله حالة الارتباك وعدم اليقين بأهمية الولاء الوطني الذي تعمدت بعض القوى السياسية التشويش عليه ببعض الاتهامات وبعض التفسيرات التي أحدثت الإرباك والتناقض في أوساط الشباب دون أن تدرك تلك القوى أن محاولات المساس بمفهوم الولاء الوطني لقدسية التراب الوطني واحدة من أعظم الأمور المنكرة من تلك القوى، حيث يضع المستنيرون علامة استفهام على تلك القوى التي تتطاول على مفهوم الولاء لقدسية التراب الوطني اليمني. إن الانطلاق بأمانة ومسئولية نحو ترسيخ مبدأ الولاء الوطني في عقول النشء هو العلامة المبشرة باتجاه القوى السياسية نحو الإيمان بأن الحزبية وسيلة وليست غاية وأن الوطن اليمني الواحد والموحّد أعظم من الأحزاب والانتماءات المختلفة التي ينبغي أن تنصهر جميعها في بوتقة واحدة وهو الولاء الوطني الذي لا يعلو عليه أيّ ولاء آخر مهما كان ومن أجل يمنٍ قوي ومزدهر ينبغي العمل على تجسيد ذلك قولاً وعملاً على أرض الواقع بإذن الله.