أثبتت بعض القوى السياسية أنها قادرة على المغالطة وإخفاء الحقيقة وفق أهوائها ورغباتها ولكنها باتكائها على ذلك النهج قدمت برهاناً عملياً على انغماسها في وحل الغباء السياسي وأنها غير قادرة على التعلم والاستفادة من دروس الحياة السياسية والسبب كما يبدو واضحاً أنها لا تمتلك نية الانطلاق نحو مد الجسور مع الوطن والمواطن بل أنها تابعة تستمد رؤاها من خارج حدود الوطن اليمني الكبير ولأنها نشأت على ذلك فإنها تبرهن كل يوم على غبائها السياسي المستمر. إن الاكثر غباءً في تلك القوى السياسية هو أنها تدفع بمن يروّج للزيف والمغالطة دون أن تدرك أن الشعب لم يعد يقبل بالتبريرات المغفلة وبات يدرك الحقائق ويقرأ بجدية ويحلل ويستنتج أكثر ممن دفعوا باتجاه الترويج للكذب والزيف بأقوال أكثر قبحاً من الفعل المراد تبريره والدفاع عنه وتزيينه أمام البسطاء من الناس، ولذلك فإن الإصرار على تزيين القبيح أمر لم يعد يقبله حتى البسطاء من الناس ولم يعمل به إلا أولئك الذين تربوا من الصغر على الغباء الذي لا حدود له. على القوى السياسية في الساحة الوطنية أن تدرك أن الحقيقة أياً كانت لم يعد بالإمكان إخفاؤها وإن محاولات تزيين القبح بات مرفوضاً جملة وتفصيلاً وعلى الذين يعتمدون على ذلك ان يكفوا عن تصديق كذبهم وأن يدركوا أنهم إنما يغالطون أنفسهم فقط أما حقائق الأمور فإن العقلاء والحكماء منهم لم ينكروها بل يرفضونها جملة وتفصيلاً ،ولكم أن تدركوا أن الشارع اليمني اليوم قد بلغ الرشد ولم يعد يقبل بادعائكم الوصاية عليه أو التحدث باسمه وليس أمامكم غير العودة إلى جادة الصواب والكف عن تزوير الحقائق والاعتداء على الحرية الإنسانية. إن ما شهده الوطن خلال الأيام القليلة الماضية من المناكفات والمغالطات لم يدل على العقل المستنير بقدر ما يدل على الإصرار من قوى الجهل والضلال والظلام على المضي في طريق عدم احترام قدسية التراب الوطني والنزول عن رغبات الانتقام وإرضاء ضعفاء النفوس بإضعاف قدرات الدولة اليمنية من أجل كسب رضا أعداء اليمن الواحد والموحد ومن أجل ذلك نجدد الدعوة إلى الاصطفاف الوطني المطلق من أجل حماية قدسية السيادة السيادة الوطنية والدفع باتجاه يمن جديد خالٍ من التبعية، أياَ كان شكلها أو نوعها بإذن الله.