ما دمنا مُسلِمين بأن الإرهاب الذي بات يتهدد البلد وأمنه واستقراره، وأضحى يفتك بالوطن، وبأبناء القوات المسلحة والأمن باستهدافه المباشر والمعلن للمؤسستين الدفاعية والأمنية عبر المواجهة العسكرية المفتوحة والتي لم تكن الأحداث الجارية آخرها، نابع عن فكر، فلابد عند مواجهة هذه الآفة المهلكة للحرث والنسل أن يتم النظر في قوت هذه الآفة الفتاكة والبيئة التي تنشط فيها ليسهل محاصرة هذه الآفة ووقاية المجتمع من شرورها بدلاً من النظر إلى الأعراض وصب المعالجات كلها على الأعراض فقط بصورة جعلت الخرق يتسع على الراقع، وهنا رأيت أن أضع بعض المقترحات التي أراها من وجهة نظري تسهم في رسم معالم طريق المواجهة العلمية والعملية لفكر التكفير والتفجير تقوم على تبني استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة هذا الفكر تستند على الفتوى والإعلام العام والخاص ومنابر المساجد والمناهج المدرسية والحملات التوعوية والحلقات النقاشية في الجامعات والمدارس النموذجية، وتبنى على توحيد المرجعية بحيث يجري إعادة تشكيل هيئة الإفتاء من متخصصين مشهود لهم بالعلم والتجرد، على أن تضم هيئة الإفتاء مركز بحوث وإصدار يضم متخصصين من مختلف التخصصات ليسهموا بدورهم في تقديم دراساتهم لمختلف القضايا التي تهم البلد ليصدر على إثرها رأي موحد يكون ملزماً للجميع، مع إعادة النظر في المناهج الدراسية للمدارس والجامعات الحكومية والخاصة، إضافة إلى إعادة النظر في السياسة الاقتصادية للبلد بصورة تسهم في إيجاد أسواق عمل للشباب العاطلين بعد الارتقاء بمهاراتهم وتطوير قدراتهم، مع تبني سياسة قوية وواضحة وشفافة لمكافحة الفساد بتقديم أساطينه لمحاكمات مستعجلة، إلى جانب تطوير القدرات الدفاعية والأمنية للبلد، مع الاهتمام برسم معالم الرسالة الإعلامية التي يجب أن يكون عليها إعلامنا العام والخاص، على طريق النهوض بالدور الرسالي الهادف والبناء لإعلامنا، وكذا رسم معالم وملامح الخطاب الديني الذي يجب أن تكون عليه منابرنا المسجدية، ليصب الخطاب الديني صوب بناء القيم وصيانة الأخلاق المجتمعية وليسهم بشكل فاعل في علاج العلل المجتمعية، مع تفعيل أنظمة الضبط القضائية والجنائية الأمنية، بشكل يسهم في تسهيل إجراءات التقاضي ويسرع في البت في القضايا المعروضة على القضاء مع التسريع في تنفيذ الأحكام، إلى ذلك ينبغي أن تطلق دعوى لتنظيم مؤتمر علمي يدعى له متخصصون ليحددوا عبره أسباب نشوء هذا الفكر وتداعياته في الحاضر والمستقبل وسبل مواجهته، بمختلف الطرق بما فيها إجراء حوار علمي جاد مع المعتقلين من أصحاب هذا الفكر ينتدب لمحاورتهم في السجون أصحاب علم ومنطق وتجرد وجرأة، مع إفراد مساحة كافية في وسائل الإعلام المختلفة لإقامة حلقات نقاشية مع متخصصين في العلوم الشرعية تهدف إلى التعريف بالطريقة التي يتم عبرها تعبئة الشباب بهذا الفكر ومن ثم العمل على دحضها، إلى جانب تبني برامج إعلامية تهدف إلى تعزيز التفاف الشعب حول الجيش والأمن تبرز هذه البرامج أدوار الجيش والأمن البطولية في الدفاع عن الوطن وحفظ أمنه والذود عن سيادته الوطنية. [email protected]