لقاءان لقبائل الغيل والعنان في الجوف وفاءً للشهداء وإعلانًا للجاهزية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    الحديدة.. المؤتمر العلمي الأول للشباب يؤكد على ترجمة مخرجاته إلى برامج عملية    لابورتا يُقفِل الباب أمام عودة ميسي إلى برشلونة    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    منتسبوا وزارة الكهرباء والمياه تبارك الإنجاز الأمني في ضبط خلية التجسس    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    تركيا تعلن مقتل 20 من جنودها بتحطم طائرة شحن عسكرية في جورجيا    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    حلّ القضية الجنوبية يسهل حلّ المشكلة اليمنية يا عرب    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أزمة التعليم الأساسي .. أسباب ومعالجات .. الحلقة السادسة

إن الإنسان هو مرتكز التقدم ورقي وتطور الأوطان والاهتمام بتربيته وتنشئته وتعليمه وبالشكل الصحيح وفقا لاحتياجات الوطن هو منطلق الازدهار لوطنه. . والإهمال في إعداده و تربيته وتنشئته وتعليمه هو الهدم والتراجع والدمار للوطن. . . وعليه فإن العناية بالعملية التعليمية وفي مراحلها الأساسية وبعدها الجامعيةوالأكاديمية هو حربة النجاح للمجتمعات ورقيها وتطورها. . إلا أن التعليم الأساسي لطلابنا بمدارس الجمهورية اليمنية عامة دون استثناء يعاني من أزمة تعليمية من شأنها أن تؤدي إلى تراجع تقدم ورقي الوطن. . حيث يسهم في إحداث هذه الأزمة التعليمية ووجودها عدة عوامل منها ما يتمثل بالعامل الاجتماعي والثقافي للأسرة (الأبوين ). .
في هذه الحلقة وهي الأخيرة سنواصل الحديث عمَّا تبقى من أسباب المحور الرابع والذي تضمن : الأسباب المرتبطة بوزارة التربية والتعليم والتي تسهم في انخفاض التحصيل العلمي لدي كثير من الطلاب و تدني مستوي التعليم في المراحل الأساسية، ومن هذه الأسباب ما يلي :
25: ( فيما يخص المناهج التعليمية للمراحل الأساسية المعتمدة والمعمول بها حاليا لتدريس الطلاب نجد في مضمونها إشكاليات متعددة تسهم في انخفاض التحصيل العلمي لدى كثير من الطلاب و تدني مستوى التعليم ويمكن تلخيصها بما يلي : (1) تتضمن المناهج التعليمية للمراحل الأساسية كثافة في الدروس مما تجعل الطالب يعاني صعوبة في ملاحقتها علميا بالاستيعاب والفهم وبالتالي كثير من الطلاب لا يستطيعون استيعابها خلال الفصلين الدراسيين للعام الدراسي لاعتماد المناهج التعليمية علي(الكم دون مراعاة الكيف ) (2) المناهج التعليمية تحتوى على الكثير من الموضوعات التي تفوق القدرات والإمكانات العقلية للطالب في سنوات دراسته واعلي من مستواه العلمي (3) اعتماد طريقة البحث العلمي في المناهج التعليمية وبشكل خاطئ لا يتوافق مع كل مستوى وسنة دراسية وإمكانات وقدرات الطلاب (4) المناهج التعليمية تتضمن محتوى دروس يطغى عليها الأسلوب الاستفساري والذي يعتمد على تكليف المعلم والطالب اتخاذ طريق البحث والتنقيب في كتب ومراجع خارجية. . وفيها قدر كبير من الصعوبة على الطالب في الحصول على الإجابات لتلك الأسئلة الواردة ضمن الدروس حيث اعتمد واضعو المناهج الدراسية على منهج البحث بقصد دفع الطالب نحو طريقة علمية جديدة تختلف عن الطريقة التقليدية المألوفة سابقا وبالتالي انعكست بأثر سلبي على مستوى التحصيل العلمي إذ يواجه الطالب وأيضا والديه صعوبة في الحصول على الإجابات والشروح لكثير من تلك الأسئلة التي ترد في كثير من الدروس. . . بل أحيانا يواجه المعلم صعوبة لإيجاد أو الحصول على حلول لتلك الأسئلة وشرحها لعدم توافر إمكانات البحث العلمي ووسائله أمام المعلم والطالب على السواء فيتم إسقاطها والتغاضي عنها أو شطبها بالتجاهل لها إما من قبل المعلم أو من قبل الطالب لأنها تتطلب العناء والبحث في كتب ومراجع أخرى مع عدم توفير وسائل وأدوات البحث )). . مقترح المعالجة لهذه المشكلة يمكن أن يتوافر من خلال الأخذ بالآتي :إعادة النظر في مضمون المناهج الدراسية المقررة حاليا والمعمول بها لتدريس الطلاب بالمدارس ونرى ما يلي : (1) تشكيل لجنة عليا لإعداد المناهج الدراسية ويكون أعضاؤها (أ) من أساتذة أكاديميين ذوي درجات علمية عالية (الدكتوراه) ولتخصصات علمية مختلفة لفروع العلوم التي هي ذات علاقة بالإنسان وتربيته وتنشئته وتعليمه وتهتم به (كعلم النفس علم الاجتماع علم الاقتصاد علم الإحصاء علوم الدين الإعلام علوم الحاسوب الكمبيوتر وغيرها ) (ب) أساتذة أكاديميين ذوي درجات علمية عالية (الدكتوراه) ولتخصصات علمية مختلفة لفروع العلوم التي يراد تدريسها للأجيال في المراحل الأساسية (الابتدائية والإعدادية والثانوية بأقسامها المختلفة ) (ج) تقوم هذه اللجنة العليا بوضع الأهداف للعملية التربوية والتعليمة ومراجعة مشاريع العمل للمناهج التي ستعدها وتقدمها اللجان الفرعية التنفيذية والمختصة بكل مادة دراسية وسنة دراسية (2) تشكيل لجان فرعية تنفيذية وتكون كل لجنة مكونة من عضوين تنفيذيين (أ) عضو اللجنة الفرعية التنفيذية ويكون متخصصاً في علم المادة الدراسية التي سيشترك في إعداد مشروع منهجها الدراسي وحاصلاً على شهادة أكاديمية علمية عليا (الدكتوراه) ويكون رئيسا للجنة الفرعية لإعداد مشروع المنهج الدراسي للمادة والسنة الدراسية المكلف بإعداده (ب) عضو آخر يكون من معلمي احد المدارس المتفوقين بالتميز في الأداء وكفاءة عمله وحاصلاً على شهادة البكالوريوس ومتخصصاً علميا في علم المادة الدراسية و عمليا في تدريسها والتي سيشترك في إعداد مشروع منهجها الدراسي ولديه خبرة عملية في مجال التدريس لا تقل عن خمس عشرة سنة (ت) تشكل اللجان الفرعية التنفيذية يوكل لكل لجنة ما ستقوم بإعداده من مشروع المنهج الدراسي بحيث تشكل لجنة واحدة لكل مادة دراسية وسنة دراسية ولكل في فرع علم من العلوم المراد تدريسها للأجيال (كعلم الرياضيات علم الفيزياء علوم الشريعة الإسلامية ولفروعها المتعددة علم الكيمياء علم الإحصاء علم اللغة العربية وعلوم لغات أخرى علم التاريخ علم الجغرافيا وفروع العلوم الأخرى التي يراد تدريسها للأجيال (ث) تقوم كل لجنة من اللجان الفرعية التنفيذية المشكلة بإعداد مشروع المنهج الدراسي للمادة والسنة الدراسية التي ستكلف به ورفعها إلى اللجنة العليا لإعداد المناهج الدراسية (3) يتم إعداد جميع مشاريع المناهج ولجميع المواد والفصول الدراسية وبعد الانتهاء ورفعها إلى اللجنة العليا التي بدورها تقوم بمراجعة كافة المشاريع للمناهج الدراسية المعدة والمرفوعة إليها ولجميع المواد والسنوات الدراسية (4) بعد انتهاء اللجنة العليا من مراجعة كافة المشاريع للمناهج الدراسية المعدة ولجميع المواد والسنوات الدراسية وتعديل وتصحيح و إقرار ما تراه يتم إخضاع كل مشروع لكل مادة دراسية للاختبار التجريبي العملي وكما يلي : (أ) يتم اختيار مدرسة واحدة وطلابها لجميع سنوات الفصول الدراسية لتكون مدرسة تجريبية لتجريب واختبار مشاريع المناهج المقدمة للجنه العليا (ب) تصنيف هؤلاء الطلاب ولكل فصل دراسي إلى فئات حسب القدرات الذهنية والدراسية من خلال الرجوع إلى شهاداتهم للسنوات السابقة (ت ) تدريس طلاب المدرسة التجريبية مشاريع المناهج خلال عام دراسي واحد ومن قبل مدرسين متوسطي الكفاءة والأداء يختارون من عامة المدارس (ث) يشرف على العام الدراسي التجريبي أعضاء للجنة العليا إشرافاً مباشراً (ج) يقوم أعضاء اللجان الفرعية التنفيذية بالمتابعة اليومية وحضور حصص التدريس لكل مادة دراسية طيلة العام الدراسي ومتابعة مدى القابلية والفهم والاستعدادات ومدى الاستيعاب لدى كل طالب ودراسة الأسباب وإخضاع الطلاب للامتحانات الشهرية لمتابعة تحصيلهم العلمي شهريا للتعرف على مواطن الضعف ومكامن الخلل في كل مشروع منهج دراسي ولكل سنة دراسية (ح) يتم تجميع الملاحظات عن الطلاب وأيضا الواردة من المعلمين للطلاب من قبل أعضاء اللجان الفرعية التنفيذية للتعرف على مواطن الضعف ومكامن الخلل في كل مشروع منهج دراسي ولكل سنة دراسية ودراستها أولا بأول وأيضا التعرف على أسبابها للتأكد إن كانت نابعة من مضمون مشاريع المناهج الدراسية أو من الطلاب لأسباب ذاتية لديهم للعمل فيما بعد على إدخال التعديلات والملاحظات والتصحيح لمشاريع المناهج الدراسية (خ) يتم إصلاح مواطن الضعف ومكامن الخلل في كل مشروع منهج دراسي ولكل سنة دراسية بعد المعالجات اللازمة لها (د) بعد ذلك يتم إقرار كل مشروع من مشاريع المناهج الدراسية بعد التعديلات ليكون منهجاً دراسياً نهائياً ليعمم ويعتمد تدريسه (ذ) تحتسب السنة الدراسية التي اخضع طلاب المدرسة التجريبية لدراسة مشاريع المناهج التجريبية ضمن سنوات دراستهم كالعادة وسينجح يتم انتقاله إلى مستوى سنة وفصل دراسي اعلى مع اخذ الاعتبارات لجوانب الخلل التي ستظهر في المشاريع بان لا تدخل ضمن تقييم وامتحان الطالب نهاية العام الدراسي في المدرسة التجريبية لمشاريع المناهج الدراسية. . . (ر) يتم مراعاة الظروف وإمكانات المجتمع وفئاته والظروف المحيطة بالطلاب وحاجة سوق العمل والتخصصات المطلوبة فيه وإمكانات الاقتصاد الوطني وموازنة التربية والتعليم في تلبية مستلزمات ووسائل وأدوات العملية التعليمية وإدخال طريقة البحث في المناهج ومدى قدرة الوزارة في توفير أدوات ووسائل البحث أمام الطلاب والمعلمين على السواء (ز) أن تكون المناهج الدراسية متوافقة مع إستراتيجية التعليم وأهدافه التي تكون في اتجاه تطور ورقي المجتمع والوطن. . . وأخيرا و مما تقدم وعلي مدى ست حلقات متتالية وما خرجت به من تحليل للازمة التعليمية والتي مثلت ومازالت تمثل مشكلة عامة يعاني منها التعليم الأساسي وطالت الكثير من أبنائنا سواء في المدارس الحكومية أو المدارس الخاصة دون استثناء أكون قد أوردت بعض الأسباب والتي بالتأكيد قد لا تكون فهناك أسباب أخرى أكون قد غفلت عنها ودون قصد ولكن هذا لم يمنعني من إعطاء تحليلي للمشكلة من وجهة نظر شخصية التي ربما قد يتفق معها البعض و قد يرفضها البعض الآخر. . وان كانت نظرة قاصرة فالاهم فيما أراه أن يجتهد و يسهم كل بحسب استطاعته في تشخيص ومناقشة المشكلة وتحليل أسبابها ومن ثم طرح مقترحات وحلول قد تسهم في التغلب عليها أو غربلة أو تطوير ما أوردته من أسباب ومقترح معالجات للمشكلة التعليمية في المراحل الأساسية. . فانه بتعدد الأشخاص لتناول هذه المشكلة التربوية والتعليمية دراسة وتحليلا من شأنه أن يثري الفكر تجاهها ليأتي في نهاية المطاف كل ما هو صالح وفي حدود الإمكانيات المتاحة وتسخير ما أمكن من قبل الجهات الحكومية المختصة والمعنيين ليكون علاجاً شافياً للمشكلة محل الجدل و النقاش الدائم والذي لم ينقطع يوما ويتم تداولها لجسامة أضرارها كونها مرتبطة بأجيالنا. . ولان التعليم يمثل المنطلق لرقي وتطور وازدهارالشعوب. . إذ أن التعليم هو سلم رقي أي امة تطمحإلى المعالي. . فمنذ العصور الأولى للبشرية التي ترجع إلى ما قبل الميلاد أدرك أولئك البشر وفي ذاك الزمان أهمية التعليم وعلى سبيل المثال ما قاله المفكر اليوناني ( أفلاطون) في سنة 467 قبل الميلاد في كتابه الشهير (الجمهورية ) في زمانه الغابر الماضي البعيد وأدرك ما لم يدركه الكثيرون في زماننا هذا وخاصة في وطننا اليمنى رغم تطور الحياة ووسائلها وأدواتها وحداثتها إذ قال (( إن التعليم وسيلة ناجحة لتحقيق الدولة الفاضلة لان التعليم هو الوسيلة الايجابية التي تمكن الفرد من إدراك كنه الطبيعة البشرية وتوجيهها إلي الناحية التي تحقق مصلحة الفرد والمجتمع وليتحقق التجانس المنشود في الدولة )). . . كما أكد أفلاطون في زمانه زمان اللا دولة (( أن من واجب الدولة هو الإشراف بنفسها إشرافا تاما على التعليم وان لا تجعله مصدر تجارة )). . . وأمام ما سبق من طرح لابد من تساؤلات تثار : ما هو المطلوب من العلم والتعليم. . . ؟ وما هي فلسفة التعليم. . ؟ وما هي أهدافه التي تمثل الخطوط العريضة لإعداد مناهج التعليم. . . ؟ وما هو مضمون مناهج التعليم التي تحقق فلسفة التعليم المراد انجازها خلال الخطة أو الفترة الزمنية المخطط لها. . ؟ أسئلة كثيرة لا بد أن توضع لها إجابات عند العزم لوضع مضمون مناهج دراسية للتعليم في اليمن. . ؟ لتكون الإجابات هي الخارطة التي تتجه بواضعي المناهج. . فالمطلوب تعليماً يحمل مشروعاً فكرياً ثقافياً وحضارياً. . تعليماً يحمل هوية وهدفاً ورؤية إسلامية وسطية تنبذ العنف والتطرف. . ورؤية قومية تحرص على مصالح العروبة وتماسها. . رؤية وطنية تحافظ على وحدة الوطن أرضا وشعبا وتحرص على مصالحه وعدم الإضرار بها. . تعليماً يجمع كل المتناقضات التي تتخلل المجتمع اليمني ويتوجه بالمجتمع نحو الأفضل ويخرج كوادر علمية تحمل مؤهلات لإدارة البلاد وتنفيذ برامجها الاقتصادية والسياسية. . . لا كتب أو موظفين محدودي المعرفة وفقط لأداء أعمال دنيئة أو هابطة يخدم الفرد وأنانيته فقط ويخدم المصلحة أو الجهة أو الوزارة أو الوظائف الدنيا هذا في أحسن الأحوال أو يخدم مصالح أفراد أو طائفة أو حزب سياسي أو قرية تكون طفيلية علي المجتمع وإمكانيته كما هو حاصل اليوم في بلادنا وفي كافة البلاد العربية. . إن الممارسات القائمة ابتداء بإهدار ثروة المجتمع. . واستنزاف موارده الطبيعية. . وتربية وتنامي الفساد وأهله. . وتزايد عدد الفقراء واتساع هوة الفقر. . وانتهاء بالظروف المحيطة الدولية من تنافس وعولمة وهدم فكري وتخريب ثقافي لمجتمعات ومن قبل دول عظمى مستغلة تريد وتسعي نحو الابتزاز الأكثر لمقدرات وثروات المجتمعات العربية والإسلامية يحتم على القائمين على التعليم والمتخصصين العمل على إعادة النظر في التعليم وأدواته ووسائله ومضمون مناهجه المعمول به حاليا والتي تؤدي إلي تعثرات مستقبلية للشعب والوطن وتزايد الأعباء واستنزاف الإمكانات المتاحة وبالتالي تعيق أي طموحات للرقي والتطور والبناء للوطن اليمني وشعبه. . إن ما يفرزه التعليم الهش المعمول به حاليا ابتداء بالمناهج الدراسية وانتهاء بالكوادر من المعلمين والذين تتردى أوضاعهم المعيشية ويتبع هذا القصور في أدائهم وكفاءة عملهم في تعليم أجيال اليمن كما أنه لا ولن يؤدي إلى الخلاص من الاستنزاف
الحادثلثروات البلاد. . وإهدار طاقات أبنائه. . . . أن ما يطوق اليمن وشعبة يحتم على الجميع العمل يدا لانتشال التعليم وأوضاعه القائمة من أزمته. . للخروج بكوادر علمية تكتسب كفاءات علمية وإنتاجية ليضحى التعليم ومخرجاته الفنية قادرة على تخريج كوادر علمية تقود برامج البلاد الاقتصادية والاجتماعية إلى الأفضل. . هذا ما تحتاج إليه بلادنا من التعليم. . فمن سيستجيب إلى هذا ما لم تقم الحكومة وأعضاؤها وقادات البلاد وبضمائر حية بشحذ الهمم للوصول باليمن إلى بر الأمان والقدرة على المنافسة ومواجة العولمة وتقليص حالة الفقر. . ؟ سؤال يجب أن يفكر به وبعمق من يتحملون أمانة قيادة مجتمعنا اليمني. . وفي الأخير لا يسعني إلا القول بأنه لأهمية التعليم في حياة الفرد ورخاء المجتمع وبناء الدولة ورقيها ذهبت باجتهادي لانجاز هذه السلسة من مقالاتي رغم إني لست متخصصا أو عاملا في مجال التربية والتعليم ولكن حب الشعب والوطن دفعني لإعداد وكتابة وطرح ما طرحته الذي أرجو من الله تعالى أن يفيد وبما يكون صالحا العملية التربوية والتعليمية لطلابنا بالمراحل الأساسية أن يؤخذ بعين الاعتبار من قبل المعنيين في وزارة التربية والتعليم سواء في غربلة أو تطوير ما أوردته من أسباب ومقترح معالجات أو استبدال لما يمكن أن يطرح من آخرين يكون أفضل مما طرحته من تحليل للأسباب ومقترح المعالجات المهم أن يسلط الضوء نحو هذه الأزمة التعليمية كونها موجودة في واقعنا التعليمي ولا يستطيع أن ينكرها إلا جاهل. . أو غير حريص علي مصلحة الوطن وأجياله. . أو عميلوالله الموفق
نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكترونيShukri_alzoatree@yahoo. com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.