نسبة التسرُّب المدرسي عالية، ونسبة الرسوب لدى طلاب المرحلة الابتدائية في كل عام دراسي تتزايد، ووزارة التربية وتحديداً منذ العام 1994م والذي يعد عام انهيار التعليم؛ تقف عاجزة عن إيجاد العلاج أو على الأقل الحد من تنامي هاتين الظاهرتين المدمّرتين..!!. فإذا كانت أسباب التربية ومبرّراتها في تناميهما بالقرى تعود إلى أسباب تتصل بأسرة وبيئة الطالب، الأسرة التي تشغله باليومي على حساب المهم كتوفير الماء من المصادر البعيدة؛ إلاّ أن تناميهما في المدن شيء لا يبعث على الحيرة إطلاقاً. لماذا..؟! لأن وزارة التربية وطيلة ال (20) عاماً الماضية تعتقد أن لب المشكلة يكمن في عدم توفر الإمكانات المالية، وكأن المال هو المنقذ البطل للتدهور الدوري للتعليم، متجاهلين ربما عن غير قصد أن المال ما هو إلا قشّة لا تسهم – وتجارب الدول الأفقر منا تشهد بذلك - في إنقاذ التعليم سوى بنسبة ضئيلة للغاية. وإذا كانت مراكز البحوث والدراسات التربوية والتي تنفق عليها الدولة المليارات لتحقيق هدف واحد - لم يتحقّق حتى الآن - ويتمثّل في إيجاد العلاجات لمشكلات التربية والتعليم قد أكدت تلك الحقيقة؛ فإنها فعلاً أغرقت طلاب اليمن في بحر التسرُّب والفشل والرسوب. ليس ثمة “نكتة” هنا أو لعبة من ألعاب الحواة، بل حقيقة مروّعة واحدة وهي أن التربية عجزت منذ 20 عاماً إيجاد العلاج، وأن مراكز دراساتها وبحوثاتها فشلت في تحسُّس المشكلة ومن الأفضل إغلاق هذه المراكز وتوفير نفقاتها لهذه المدارس لتسديد الديون التي سيدفعها الصغار عندما يكبرون كديون لبناء مدارس لم يدرسوا فيها. كيف ينهض التعليم في دول فقيرة ككينيا وموريتانيا لا تخصّص ربع ما نخصّص نحن، وكيف نسقط تعليمياً وتربوياً منذ عام انهيار التعليم ونحن نتأمل مراكز البحوث التربوية التي تضيف “التطويرية” من باب إكمال الديكور على مشروع بلا قاعدة أو أساس وجيلنا يسقط فعلياً، فعلياً..؟!. [email protected]