عام بعد آخر وإقبال الفتيات يتزايد في مدارس محافظة الحديدة وقد يفوق أحياناً نسبة الذكور رغم المعوقات التي كانت تحول دون أخذ حقها في التعليم كالعادات والتقاليد الموروثة اجتماعياً من عهود الماضي.. عديد مهتمين تحدثوا ل(الجمهورية) عن هذه المشكلة،طرحوا الأسباب وفندوا الحلول. لاهتمام بتعليم الفتاة د.علي بهلول مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة الحديدة يشير إلى أن الوزارة قد وضعت على عاتقها هذه المسئولية وجعلتها هدفاً للارتقاء والطموح وهو حق مكفول للجميع. .. أما الصعوبات التي تواجه تعليم الفتاة تكمن في مشكلتين هما الناتج الكلي والعام والتشخيص الإجمالي لواقع تعليم الفتاة وهما تدني معدلات الالتحاق والتسرب الكبير من التعليم وخصوصاً في الصفوف الستة من (4-9) أساسي فالملتحقات تسربن شيئاً فشيئاً خلال السنوات الدراسية لحدود تبلغ فيها نسبة طالبات الصف التاسع (50 %) ممن التحقن بالصف الأول أساسي معهن قبل تسع سنوات كما أن الفقر أهم أبرز المؤثرات سلباً على التعليم بشكل عام وخصوصاً الفتاة ولكنه ليس الوحيد بل هناك أسباب وعوامل أكثر سلباً على تعليم الفتاة ومجموع هذه الأسباب الجهل وموروثات الماضي غير الحميدة وكذا الزواج المبكر. الوضع التعليمي وعن وضع تعليم الفتاة للمدارس الأساسية تقول نوال عقيلي مديرة إدارة تعليم الفتاة بمكتب التربية والتعليم بالحديدة : لقد أظهرت احصائيات العام الماضي أن عدد المدارس في التعليم الأساسي (1062) مدرسة منها (247) مدرسة ذكور بنسبة (23 %) ومنها (124) مدرسة إناث وبنسبة (12 %) ومنها (691) مدرسة مختلط بنسبة (56 %) موزعة على مديريات المحافظات وبلغ عدد الطلاب الملتحقين للمرحلة الأساسية (305582) طالبا وطالبة منهم (209658) ذكور بمعدل (59 %) وعدد الإناث بلغ (145924) طالبة بنسبة (41 %) وتعد هذه النسبة متذبذبة مقارنة بالأعوام الماضية والمديريات المختلفة حيث نجد هذه النسبة تختلف من مديرية لأخرى فبعض المديريات نسبة التحاق الفتيات بالتعليم أكثر من الذكور والعكس. الأسباب الاجتماعية والمادية وعن أهم أسباب تسرب الفتاة من التعليم تقول نجيبة إدريس مديرة مدرسة خولة بنت الأزور إحدى أكبر مدارس محافظة الحديدة من حيث عدد الطالبات: - إن هناك أسباباً عدة لتسرب الفتاة من التعليم وعدم مواصلتها له أهمها الحالة الاقتصادية للأسرة ومع كثرة الأبناء فيها والتي تعمل على عدم قدرة رب الأسرة على تحمل المصاريف الدراسية للأبناء وتوفير المستلزمات الدراسية وكذا الزواج المبكر والرسوب المتكرر وحاجة الأسرة للفتاة للقيام بأعمال المنزل بالإضافة إلى بعض العادات والتقاليد الغير حميدة لدى بعض أولياء الأمور ومنعهم لبناتهم من مواصلة التعليم. حلول عملية وتقول أمة الرحمن الصعفاني مديرة مدرسة 26 سبتمبر بمديرية الميناء : - إن هناك حلولاً واقعية للقضاء على عدم مواصلة الفتاة للتعليم وقبلها أود أن أضع بين أيديكم احصائية الطالبات في المدرسة للعامين الماضيين. ففي العام (2007-2008م) وصل عدد الطالبات (2517) طالبة فيما وصل العدد لهذا العام (2008-2009) (2498) طالبة. وبالحقيقة هو ليس تدنياً بل نتيجة الحلول العملية وهي فتح وإنشاء وبناء مدارس جديدة وخاصة بالبنات ونشر الوعي والثقافة لدى الآباء والأمهات حول هذا الموضوع وهذا ما قمنا به من خلال مجلس آباء المدرسة برئاسة الدكتور عثمان البيضاني. نمو مستمر نجاة عوضة موجهة تربوية تؤكد: - إن واقع التعليم للفتاة في ارتفاع دائم ومستمر إذا ما قورنت بالأعوام الماضية وخاصة في المدن الرئيسية إلا أننا نجده يتذبذب من عام إلى آخر وخاصة في الأرياف نتيجة لعدة أسباب أهمها قلة إعداد المعلمات في الأرياف وارتباطها بالعادات والتقاليد لتلك المناطق وعدم تقبلها لتلقي بناتها التعليم من ذكور وكذا عدم أو تأخير التغذية المدرسية فيها إلى جانب الزواج المبكر .. وإذا ما وحدنا كل الجهود كمثقفين وعاملين في السلك التربوي والجهات ذات العلاقة نستطيع القضاء على ظاهرة التسرب لتعليم الفتاة عن طريق توفير الامكانيات البشرية والمادية ونشر الوعي لدى المجتمع والفتاة بأهمية تعليمها. مؤشرات واضحة وتشير صباح مكي مديرة مدرسة عذبان الأساسية إلى أن هناك مؤشرات واضحة تدل على الاهتمام والمتابعة من قبل مكتب التربية والتعليم بالمحافظة. واجب ديني حنان عمر أحمد رئيسة مشروع الحملة الطوعية لمحو أمية المرأة وتعليم الفتاة في المحافظة عن الحلول العملية للقضاء على تسرب تعليم الفتاة ترى أن تعليم الفتاة واجب يفرضه الدين ويفرضه واقعنا ومجتمعنا وهو بحاجة ماسة لتكاتف كل الجهود سواء الحكومية ممثلة بمكتب التربية والتعليم وبإدارة تعليم الفتاة فيه أو المدنية ممثلة بمؤسسات المجتمع المدني والمنظمات المهتمة بهذا الجانب وانطلاقاً من هذه المسئولية التي وضعناها على عاتقنا أقمنا هذه الحملة الطوعية لمحو أمية المرأة وتعليم الفتاة محاولين المساهمة في القضاء على تسرب تعليم الفتاة من خلال المراكز التي أنشأناها في المديريات وإقامة الدورات التوعوية للآباء والأمهات لأهمية تعليم بناتهم .. كما أن الجهد الذي توليه قيادتنا السياسية ووزارة التربية والتعليم ومكتبها بالمحافظة أسهم كثيراً في القضاء على تسرب تعليم الفتاة وارتفاع نسبة تدني تعليمهن كل عام. كما ندعو من هنا جميع المعلمات في مديريات المدينة إلى التطوع معنا في هذا المشروع الخيري للقضاء على تسرب تعليم الفتاة ومحو أمية المرأة.