تقتضي طبيعة أية مرحلة انتقالية وبحسب الشواهد التاريخية خمس سنوات كحد أدنى حتى تعود الأوضاع من حالة جمود الإنتاجية وتفاعل السلبية إِلَى حالة الاستقرار ومنها إِلَى حالة الإنتاج والازدهار أو على الأقل الثبات. خلال تلك المدة التي تشهد فيها الدولة مرحلتها الانتقالية يسود الهلع ويغيب الأمل بين صفوف الناس وخاصة الكبار، وفي بعض الدول يسود الخوف الشديد؛ لكنّ ماذا عن الأطفال والصغار في تلك المرحلة الصعبة؛ خاصة أن تأثّرهم يختلف عن تأثّر الكبار، وردّة فعلهم بحسب الدراسات المتخصّصة ستتضح حينما يكبرون، كيف ستكون ردّة الفعل إذاً..؟!. في ظل هذه الأوضاع، بالتأكيد المسألة لا تحتاج إلى قارئ الفنجان أو أحد رموز الفلك والتنجيم؛ لأن الإجابة مخيفة. هل ثمة برامج معدّة لهم يمكنها الحد من ردود فعلهم في المستقبل..؟! إنّه سؤال مخيف يبحث عن إجابة مستقبلية لغدٍ قد يكون كارثياً ما لم تقم الدولة بمختلف هيئاتها بالعمل على معالجتها عبر برامج توعوية وإعلامية مدروسة وممنهجة. *** من تلك الأمثلة مطلع عام 2012م كانت صنعاء على شفير الحرب، وكانت بعض السيارات «الشاص» تحمل مسلّحين وتجوب صنعاء، انتقل ذلك التأثير إِلَى جانب ما يتركه من انعكاسات سلبية على نفسية الناس وخاصة الصغار إليهم، وصار الصغار يقلّدون حركات المسلّحين بألعابهم؛ يقفون في صناديق السيارات ويستعرضون أسلحتهم في منظر لا يوحي إلاّ بخوفهم من الغد. *** إن إعداد البرامج الهادفة، ورفد الحياة بالاستفادة من مختلف المعطيات المتوفرة كالإعلام المرئي والمسموع والمكتوب والثقافة و... إلخ لهي واحدة من أهم المناشط التي يجب على الدولة أن تقوم بها وباهتمام عال، فكما تهتم بتحقيق حالة الاستقرار عبر محاربة الظواهر القاتلة في الوقت الحاضر؛ يجب عليها الاهتمام بمعالجة آثارها المستقبلية. وإلا فغداً ستجد الصغار أنفسهم يجوبون الشوارع في سيارات آبائهم وهم يوجّهون أسلحتهم في اتجاه الجميع من دون أن تصدر منهم طلقة واحدة..!!. [email protected]