حينما تتدهور الاوضاع بشكل عام في أي بلد وتبدأ السلطة إعادة الأوضاع إلى حالة الاستقرار، فإن بعض الوقائع الاجرامية ستظل تجاهد للبقاء.. ومن تلك الوقائع المحزنة والباعثة على قلق الكون قضية الحرابة والتقطع على المواطنين في طرق السفر وما تشهده من نتائج كارثية! ومن قصص التقطع والحرابة الشهيرة في طرق السفر قصة المواطن الذي اوقف سيارته مجموعة من المتقطعين في طريق صنعاءالحديدة...أخذوا ماله وسلاحه وسيارته ..لم يكتفوا بذلك بل طمعوا في زوجته، ففضل ان يقتلوهما على ان يُنتهك عرضه..كانت الزوجة تحمل مسدساً به قتلت افراد العصابة المتقطعة..لقد انتصرت امرأة على قيم الحرابة والتقطع والقتل بشجاعتها وقوة إراداتها .. *** هناك العشرات من القصص، وإن بدت هذه الظاهرة تخبت في الآونة الاخيرة خاصة مع تشديد الاجراءات الامنية المتخذة على طرق السفر، إلا أن المتقطعين يظهرون بوجوه جديدة ..آخرها قيام عدد من المتقطعين مدججين بمختلف انواع الاسلحة ويرتدون الملابس العسكرية في طريق صنعاءالحديدة بقطع الطريق ومنع دخول أي سيارة او شاحنة الى صنعاء لمدة تزيد عن العشر ساعات!! كل ذلك يمكن معالجته باجراءات امنية فاعلة لكن إعلامنا الحزبي و”المستقل” والذي يبحث عن الإثارة والتسويق ومعهما التجيير لمثل تلك القضية الخطيرة لحساب ضرب جهات واحزاب اخرى لا يجد حرجاً من دعوة الجهات الامنية ضرب الحزب الفلاني لأنه السبب، من دون ان يتحرى ولو باتصال واحد أو حتى يتساءل ما تعني هذه الآية “ إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة : 33]” *** إن الوقوف إلى جانب الجهات الامنية والتأكيد على الاجراءات الفاعلة التي تتخذها من أجل قطع دابر هؤلاء القتلة لهو المشروع الاهم المناط بإعلامنا الحزبي و«المستغل»، وإلاّ فإن قصة من مثل تلك المرأة التي قتلت المتقطعين دفاعاً عن عرضها ستتكرر، ومعه سيصبح حمل السلاح بالنسبة للنساء امراً طبيعياً!.. وإذا كنا اليوم ندعو لسحب اسلحة الذكور فإننا غدا سنضيف الى دعوتنا سحب سلاح النساء!! [email protected]