هل يوجد ترابط بين القبيلة والسلاح والقات.....؟ .سؤال يحتاج إلى إجابة واضحة، هذه الإجابة تقول نعم ، يوجد ترابط قوي بين توسع شجرة القات ووجود القبيلة التي تسيطر على الدولة، ووجود السلاح بكثافة في أيدي المواطنين، وهو ما يجعل من الصعب على الدولة محاربة وقلع شجرة القات ، حيث سعت القبيلة منذ وقت مبكر وخاصة بعد فك حصار صنعاء في ملحمة السبعين يوماً، وتصفية الكوادر الوطنية في الجيش وتولي قادة قبليون لقيادة الجيش وتم تسخير الجيش لحماية القبائل المهيمنة على البلاد، وتم تسليح القبائل بمختلف أنواع الأسلحة، وحروب كثيرة قامت بين القبائل ، يتم تغذيتها من القبائل المسيطرة على الجيش ، في مديرية المواسط تم منع شق طريق وسفلتته يربط المواسط بمديرية الصلو ويمتد حوالي ستة كيلو بسبب أن مزارعي القات رفضوا التضحية بالقات من أجل مشروع حيوي للمديريتين ومن أجل تمرير هذا الاعتراض تم وضع منطقة بني يوسف محمية طبيعية، وطبعاً ليس فيها أي شيء يجعلها محمية طبيعية. في جنوب الوطن قامت الجمهورية على انقاض 23سلطنة وإمارة، وتم بناء جيش قوي متماسك ولاؤه للوطن على الأقل حتى حرب 13يناير 86م، ولكن السلاح كان محتكراً في الجيش الوطني فتم منع زراعة القات، وكان غير مصرح تناوله سوى يومي الخميس والجمعة ، وكذلك في شمال الوطن أثناء فترة حكم الشهيد إبراهيم الحمدي رحمة الله عليه ، الذي خطا خطوات جبارة نحو دولة القانون واستطاع إبعاد سيطرة المشائخ على قيادة الجيش أو لنقل بكلام أكثر دقة قلص وجودهم وتدخلاتهم بأمور الدولة . هناك مثال ناجح في حراز وجبلة لقلع شجرة القات ، حيث يقوم سلطان البهرة بتشجيع أبناء طائفته على استبدال شجرة القات بشجرة البن ، وقبل سنوات قلعت حوالي ثلاثين الف شجرة قات وتم غرس أشجار البن بديلاً عنها ، وهذا بدعم وتشجيع مادي على ما أعتقد ودعم مشاريع تخدم أبناء المناطق التي فيها طائفة الإسماعيليين، لذلك لا يمكن قلع شجرة القات أو التقليل من زراعتها إلا من خلال: تبني قانون لتشجيع زراعة البن ومحاربة زراعة القات. دعم المزارعين الذين يتخلون عن زراعة القات ويقومون باستبداله بشجرة البن أو المانجو أو أي من الزراعات ذات المردود الاقتصادي والغذائي مثل التفاح الموز والبرتقال والرمان. وطبعاً هناك أسباب أخرى لزراعة القات كالجانب الاقتصادي المتدهور، ولكن ذلك يحل عبر مكافحة الفساد وتنمية الاقتصاد الوطني.. وهذا أيضاً يرتبط بالقبيلة التي أفسدت كل الاختصاصات التي من المفترض أن تقوم بها الدولة، القبيلة وأصحاب المصالح يستقوون بالسلاح لفرض واقع لا يخدم الاقتصاد الوطني، وعندما يسحب السلاح من الممكن بالتدريج تقليص زراعة شجرة القات وتنمية الزراعات الأخرى وبدعم من الدولة ، ولنا في تجربة الجنوب سابقاً مثال على ذلك، وكذلك التوعية بأخطار زراعة القات على الاقتصاد الوطني وتشجيع عدم تعاطيه عبر وسائل الإعلام المختلفة وعبر منظمات المجتمع المدني، وتوفير المتنفسات للشباب وتشجيع الأندية الثقافية والرياضية. [email protected]