الحلقة «22» وعلى الرغم من أن العديد من شعراء حضرموت الشعبيين لم يكن لهم حظ مناسب من التعليم و الثقافة وسعة الإطلاع ، إلا أن بعضهم يتفرد بالذكاء والفطنة وسرعة البديهة . ومثالنا على ذلك الشاعر الشهير / سعيد عبدالله قشمر بافضل. وكتب الباحث “ رياض باشراحيل “ في مدونة “ سقيفة الشبامي “ عن هذه الميزة قائلاً :( يتميز الشاعر قشمر بقدرته على الارتجال السريع فتخرج أقواله قوية كالقذيفة من فوهة المدفع وهو يعرف جيدا منزلته بين الشعراء لذلك كان يقول : نا مفتي الشعار نا اللي نفك المشكلة ونا إذا قد قمت نقبض بالحناجر والوريد وإن كان هذا كذب لقوا لي بحلقي سلسله وإلا رمونا عند عوض باكحيل هو ويا بن حميد ويستطرد الباحث “رياض باشراحيل “ قائلاً : ( ذلك مما حدا بالشاعر محمد أحمد بن هاوي باوزير ( أبوسراجين ) أن يشير في رثاء الشاعر قشمر إلى صفته التي وصف نفسه بها باعتباره “ مفتي الشعار “ فقال : مسكين بن قشمر من الدنيا رحل هو الشاعر المفتي اذا الأمر اشتكل وفي “ مجلة الفكر” الفصلية كتب الباحث / سامي محمد باشيخان يقول عن فطنة وسرعة بديهة شاعرنا قشمر : ( وأول مشاركة له في مدارة الشبواني كانت أمام شاعر المكلا الكبير أحمد محمد بكير، وكان شاعرنا قشمر في التاسعة عشر من عمره. ففي عام 1273ه الموافق 1857م تقريبا كان الشاعر بكير في غيل باوزير ليرافق أهلها لزيارة الشحر السنوية، وفي الليلة المسفرة عن توجههم إلى الشحر أقيمت مدارة الشبواني في (رقة الهدار)، ابتدأها الشاعر بكير قائلاً: عبيد المنع كلم خوك جمعان لأنك تعرف اكلام الشيابه بغينا قامزي جبتوا مريكان نبا بطيخ جبتوا لي كزابه بنينا مصنعة عا سبعة أركان وعاد الحصن ما قمنا غلابه فانبرى شاعرنا( سعيد قشمر ) بعد أن فهم مغزى الشاعر بكير، وأجابه قائلا: ملكته حصن حلفه مسكن الجان ملكته بالقواسه والصلابه ملكته ياحمد في شرب فنجان ولا خليت خشبه من خشابه عسى شي فايده من زبدة الضان عسى تلقي مطر ذيك السحابة ومثال آخر،ما أورده سالم عبد الله العطيشي باوزير عن جده الشاعر الشهير الشيخ محفوظ العطيشي باوزير، في” مجلة الفكر “ العدد ( 17) بالقول: (قال عنه سعيد باحريز : (تعلمت منه الأدب بعد أن قابلته لأول مرة في مدينة المكلا بعد أن حاول العطيشي أن يوفق ويصلح بين الفنانين “يسلم دحي” و”سالم بن شامخ “ ببعض الأبيات الشعرية , فما كان من باحريز إلا أن أقحم نفسه مخاطبا الشيخ محفوظ العطيشي، بقوله : يا شيخ رم الصالح الواجب لخلق الله ولك والا قبضتك طعن في المنحر وفي وسط الجنوب وبسرعة بديهته وحكمته رد العطيشي على باحريز بالقول: هذا جوابي يا البرك قل لي كما ما قول لك خاطبك في المظبي تقول لي العيد زينه والعنوب . وحدث أن التقى الشاعر المقدم “ سعيد هادي “ صدفة بالشاعر “ الكسادي “ وأراد أن يختبر سرعة بديهته وفطنته ، فقال وقد رأى نساء عابرات طريقهن خلف الشاعر : قال الفتى ولد هادي ياسحاب السحاب..... طلع ولقي قزع فنظر إليه الكسادي وقد سمع خلفه هسيس أثواب النسوة وهن يمشين مقبلات عليهما فردَّ على الفور : ماهو سحاب المطر ذلا سحيب الثياب ...... مع بنات الشبع معذبات الكوابر في نقيش الخضاب........ ومقلسات النسع كل من يحَوِّيه يلقوله على الباب باب....في ضيق ماله وسع