يقسم العلماء المطلوب من المسلم إلى قسمان: قسم يكون في هذا المطلوب حق لله فقط والآخر ما فيه حقان حق لله وحق للعبد, وشعبتا الإيمان والشعائر في الإسلام من النوع الأول, أما شعبة الشريعة فمن النوع الثاني. ويبنى على هذا أن أساس العلاقة بين العبد وربه في شعبتي الإيمان والشعائر مبني على العفو وتسمى المعصية في حق الله ذنباً يحتاج إلى مغفرة بالتوبة.. أما أساس العلاقة في شعبة الشريعة فهي مبنية على العدل, وتسمى المعصية في حق الناس سيئة تحتاج إلى تكفير بالتوبة إلى الله والاقتصاص أو العفو من الناس.. يقول تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53, {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ}آل عمران193. فغفران الذنوب يحتاج إلى توبة صادقة حتى لو وصل إلى الإسراف في الذنوب في حق الله. أما من أسرف في حق الناس فإن المسألة أصعب وأخطر لأنها تحتاج إلى عفو الناس أو قصاصهم, ولذا إذا تعارض حق الله الخالص مع حق الناس (وفيه حق الله) قدم حق الناس. مثال ذلك أن يغرق أو يحرق إنسان أمامك وأنت تصلي فإنك تخرج من صلاتك لإنقاذه حتى لو خرج وقت الصلاة, وليعرف الناس أن حقوق الإنسان مقدمة على حق الله الخالص لأن الأولى فيها حق لله وحق للعبد والثانية حق لله فقط.