عندما كنا نقول إن عُشاق السلطة لا يمتلكون رؤية لبناء الدولة وأنهم قادرون على الهدم ولا يمتلكون أدوات البناء، لم يكن ذلك من باب التجني على أحد على الإطلاق ولكن من باب الحرص على بناء الدولة واستمرار التطوير والتحديث وإحداث النقلة النوعية التي تُضاف إلى رصيد الوطن وتعزيز الوحدة الوطنية وتعظيم سيادة الدستور والقانون وقد رهنت الأيام على سوء الفعال التي ساموا بها الناس سوء العذاب وأذاقوا الوطن الويل والثبور وعظائم الأمور وبدّدوا موارد الدولة واساءوا إلى المؤسسة العسكرية والأمنية وعاثوا في الأرض فساداً وتركوا الديار خاوية على عروشها. إن العقليات التي لا تمتلك إرادة نفسها ولا تفلح في حياتها إلا في أن تكون مسيّرة من العقول الجامدة والناهبة تخلق المعاناة والعذاب، وقد لاحظنا تصرفات بعض القوى السياسية المصابة بداء الفجور والعقوق في حق الشعب عندما فشلت فشلاً ذريعاً في إيجاد الرؤى الوطنية للوطن وأقدمت على تنفيذ اعمال وخطط إرضاءً لمهن تستجدي تلك القوى منهم الرضا والقبول دون ان تكون لديها رؤية لمعاناة الشعب، فلم تتخذ قراراً واحداً لحماية الشعب من تجار الاحتكار والمزايدين ولم تدرك تلك القوى أن إجراء كهذا يحتاج إلى حزمة متكاملة من الإجراءات الوطنية المتعلقة بحياة المواطن من ضبط السوق إلى الأجور بل إن تلك القوى لم تستفد في اتخاذ المعالجات والإصلاحات. إن المطلوب اليوم هو الوقوف مع رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي من أجل إخراج البلاد من النفق المظلم الذي تعمدت قوى الجهل والظلام حشر الدولة فيه والعمل على إيجاد حكومة لديها رؤية لبناء الدولة وتغلّب الصالح العام على الخاص وتعزّز قوة الدولة بإذن الله.