التفاعلات غير الطبيعية التي تُحدثها بعض القوى السياسية لا تعطي مؤشراً إيجابياً لدى المواطن بقدر ماثير لديه الشكوك وعدم الثقة في تلك القوى بسبب ما عرفه عنها خلال الفترة الماضية من النوايا غير السليمة تجاه الوحدة الوطنية وإصرار تلك القوى على تحقيق مكاسب سياسية رخيصة على حساب وحدة الأرض والإنسان والدولة الأمر الذي يجعل الوطن على كفّ عفريت بسبب تلك التصرفات غير المسئولة التي توتر الحياة السياسية ولا تقدّم سوى التشاؤم الذي يزيد من حدة تناقص الثقة الشعبية دون أن تدرك تلك القوى أنها تسير في طريق الغواية والانتهازية إرضاءً لأعداء الوحدة الوطنية. إن المظاهر السيئة التي تمارسها القوى المتصارعة في الشوارع لم تعد محل احترام أو قبول من الشعب، كما أن الشعارات التي ترفعها القوى المتصارعة لا تعبّر عن الجدية في تحقيق مصالح الناس وإصلاح الأوضاع السياسية والإسهام في بناء الدولة وإعادة إعمار الوطن وتوحيد الصف، والسبب هو أن تلك القوى لم تقدّم ما يفيد الشعب على الاطلاق بقدر ما أسهمت في تأزيم الحياة السياسية وزادت الأوضاع سوءاً وحمّلت الوطن والمواطن مالا يطيق من الأعباء المادية والمعنوية الكارثية. إن استعادة الثقة التي فقدتها القوى المتصارعة خلال الفترة الماضية لا تأتي باستغلال عواطف البسطاء من الناس واحتلال الشوارع والإثارة الفاجرة والخطاب السياسي والإعلامي المأزوم والمأجّج للحقد والكراهية والتأثير سلباً على الوحدة الوطنية والإساءة إلى سمعة اليمن وأهله وإنما تأتي استعادة تلك الثقة من خلال الاصطفاف الواحد مع رئيس الدولة الذي لا يستثني أحداً وليس موجّهاً ضد فئة على حساب أخرى أو قوى سياسية ضد أخرى، اصطفاف مع المبادرة الرئاسية التي استجابت إلى كل المبادرات واستوعبت كل المطالب والعمل من أجل تقديم الرؤى الوطنية المستنيرة التي تغلّب الصالح العام للدولة اليمنية وتمنع المماحكات وتعتمد الصدق والشفافية المطلقة في طرح الحقائق خدمة لبناء الدولة. الوطن اليوم أمام تحدٍ بالغ الخطورة يحتاج إلى وحدة الصف وعدم المناكفة وانتهاج خطاب سياسي وإعلامي وإرشادي متوازن عنوانه اليمن القوي الواحد والموحّد، وهدفه الشراكة في إعادة بناء الدولة وتجميع عناصر القوة القومية للجمهورية اليمنية، ورفض الغلو والتطرّف والإرهاب وتحصين الشباب من الاختراقات الفكرية من أجل سلامة وقدسية التراب الوطني لليمن وترك الماضي والعمل من أجل الحاضر استعداداً إلى الانطلاق نحو المستقبل الأكثر إشراقاً بإذن الله.