ألم نقل إن العقل زينة عقول النبلاء ؟ فلماذا نجد أن العقل لا يأخذ مكانه خلال هذه الفترة العصيبة من الحياة السياسية ؟ ولماذا لا يدرك البعض أن الحاجة إلى العقل المستنير الذي يقدم ما ينفع الناس كافة ؟ ولماذا لا يدرك الذين يصعدون ويؤججون أن دماء اليمنيين كافة غالية ونفيسة ومقدسة ومحرمة من رب العباد؟ ولماذا لا نرى قبولاً للمنطق والواقع والتعامل معه بموضوعية تغلب الصالح العام على الصالح الخاص وتقدم وراء المفاسد على جلب المصالح؟ الحقيقة أسئلة كثيرة تتزاحم في الشارع السياسي اليمني اليوم والإجابة عنها في جملة واحدة هي أن تترك القوى السياسية المتصارعة على السلطة هوسها وتعود إلى العقل وتقبض على قوة الإيمان بالله لأنه الذي سيمنعها من كل تلك الحماقات اللعينة التي سفكت الدم وتسببت في إزهاق الأرواح وتقود البلاد إلى الهاوية وعندما تعود كافة القوى المتصارعة على السلطة إلى رشدها وعقلها وتجدد إيمانها بالله رب العالمين وتدرك أن متاع الحياة السياسية زائل لا محالة وتتحول قيادات تلك القوى المجنونة والمشغوفة بالسلطة إلى مواطنين عاديين سيدركون أن اليمن أكبر وأعظم من السلطة وأن بقاء اليمن واحداً وموحداً وسليماً ومعافى من كل أمراض الإرهاب وجنون السلطة أبقى ثم يدركون بعد ذلك أن للسطلة باباً واحداً لا ثاني له على الإطلاق وهو باب الانتخابات التي تحقق القبول ثم الرضا الشعبي الذي يساعد على تحقيق الأمن والاستقرار ويخلق الرضا الشعبي مكمن سر الاستقرار. إن ما تفعله بعض القوى السياسية لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يحظى بأدنى درجات القبول الشعبي ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يسفر ذلك الفعل الفاجر عن الوصول إلى الرضا الشعبي الأمر الذي يجعلنا في الفكر السياسي نعتقد أن القوى السياسية المصابة بداء السلطة إنما تسعى إلى فرض الإكراه ونتيجة ذلك الاكراه الرفض الدائم تلك القوى أياً كانت. ان انقاذ البلاد والعباد من الصراع على السلطة لا يتحقق إلا بالعودة إلى العقل والتمسك بالحكمة والاعتصام بحبل الله المتين ورغم كل المؤشرات المحزنة إلا أنني مازالت على يقين بأن اليمنيين كافة سيصلون إلى رسم خارطة طريق المستقبل الذي تزول فيه كل مظاهر الاحتقان وستكون وسيلة الانتخابات طريق الجميع من أجل يمن خال من كل الأمراض بإذن الله .