البعض من المحسوبين على القوى السياسية التي عشقت السلطة لم يعد قادراً على مجرد القراءة للأحداث بالشكل السليم، ولم يعد يهمه غير تحقيق ما يملى عليه دون أدنى قدر من المعرفة العقلية أو الالتفات إلى هموم الناس ومعاناتهم، الأمر الذي جعلهم يرسمون صورة تحمل البؤس والشقاء لأنفسهم قبل غيرهم، وقد بلغ الأمر بأولئك إلى درجة الهوس الذي يدمر كل جميل وكل إنجاز رغبة في الانتقام، وتدليلاً على الفشل وعدم القدرة على إنجاز جديد يحقق الرضا والقبو ل الشعبي. إن الصورة البائسة التي رسمها المصابون بالفشل وعدم القدرة على الإبداع والإنجاز دفعت ببعض من أولئك النفر إلى الاعتداء على ما أنجزه غيرهم وحقق الرضا والقبول الشعبي الدعامة الأساس في تحقيق الأمن والاستقرار، ظناً منهم أن القضاء على ذلك الإنجاز سيمكنهم من القرب من الناس ونيل رضاهم وقبولهم بهم، ولم يدركوا أن عدم الحفاظ على إنجازات الوطن في نظر المواطن البسيط يمثل اعتداءً سافراً على الوحدة الوطنية. إن المرحلة الراهنة المليئة بمشاهد التناقضات غير الطبيعية تحتاج إلى وقفة جادة من العقلاء في تلك القوى السياسية لكي تتجاوز عناصر التقليد والمحاكاة للغير والاعتداء على الثوابت الوطنية، من أجل أن تمنع تلك العناصر من تعريض الوطن للخطر بسبب الرغبات الانتقامية التي لا تخلف إلا الفجور والإضرار بالسيادة الوطنية، و تخلق المزيد من عدم الرضا والقبول الشعبي لأن الشعب لم يعد مغفلاً بل بات على درجة من الوعي المعرفي الذي تجاوز تلك العناصر القاصرة التي لا تفكر إلا بعقل غيرها ولا تنفذ إلا ما يملى عليها من الغير. لقد بات من الواضح أن ذلك البعض الذي لم يدرك بعد الخصوصية اليمنية بحاجة ماسة إلى إعادة التأهيل ليدرك أن اليمن بلد الطهر والنقاء ولا يقبل التبعية أياً كانت، وأن الله قد حماه من الغدر، ولذلك نخاطب القوى السياسية كافة بضرورة الالتزام بالخصوصية اليمنية وتقديس السيادة الوطنية والتفاني من أجل الإسهام المشترك في بناء يمن الإيمان والحكمة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك