لن تفلح القوى النفعية مادامت بعيدة عن الإرادة الشعبية ,وما لم تحترم الدستور والثوابت الوطنية , وما لم تطلق المنافع الضيقة وتتجه نحو الخير العام للناس كافة , وتتخلص من الأحقاد الشخصية وتعيد النظر في سلوكياتها التي تتنافى مع الإسلام عقيدة وشريعة , ولاتنسجم مع مبدأ الولاء الوطني, ولا تتفق مع قيم وأخلاقيات وأعراف اليمنيين, وقد برهنت الأحداث أن أية فئة أو حزب لايلتزم بالإرادة الكلية والدستور والثوابت الوطنية ويحاول فرض إرادته الخاصة على الآخرين بالقوة لايمكن أن يلقى قبولاً ورضاً مطلقاً. يبدو أن بعض القوى لم تعد قادرة على التفكير الهادئ والمنطقي والواقعي والموضوعي والوطني, وهذا يقود المحللين إلى القول بأن هذه القوى إما أنها لم تعد تمتلك قرارها وأن إرادتها قد سلبت تماماً ,وبالتالي خيارها لم يعد بيدها وأنها باتت تفعل أو تنفذ ما يملى عليها ممن سلب إرادتها وحريتها ,وأما أن بعض عناصر هذه القوى لديها من الخبرة والدهاء والمكر الذي يجعلها تساير بعض المغفلين لإيهامهم بأنها لاتملك أجندة نفعية أخرى غير أجندة أولئك المغفلين , وتمعن في الإذعان لكي لايتسرب ما يوحي أنها تبحث عن السبب والمبرر الذي يجعلها تعلن في لحظة ما عن مخططها العدواني على البلاد والعباد والإرادة الكلية للشعب. إن الاستمرار في طريق النفق المظلم لم يعد مجدياً لقوى الكيد السياسي وأصحاب الأحقاد الشخصية والمنافع الذاتية والأهواء الشيطانية والطموحات غير المشروعة , ولم يعد مجدياً كذلك لأصحاب المكر والرهان السياسي الخطير الذين يريدون العدوان على وحدة الأمة وتمزيق شملها ,لأن الشعب قد كشف مخططات كل أصحاب المنافع الخاصة وفضح كيدهم ورد الله سبحانه وتعالى كيد الجميع في نحورهم ,لأنهم خرجوا عن الصراط المستقيم واعتدوا على إرادة الخالق جل شأنه وبغوا وتكبروا على الإرادة الكلية للشعب وفاح حقدهم ومكرهم ,ولم يعد أمام هؤلاء إلا العودة إلى الله واحترام إرادة الشعب وعدم الخروج عن الثوابت الوطنية والالتزام بالدستور والسعي لاستعادة الثقة الشعبية والاعتراف بالأخطاء والاعتذار للشعب والبدء في صفحة جديدة بإذن الله.