الاعتراف بواقع الحياة ووجع الناس وشدة معاناتهم وقلقهم وتشريدهم من منازلهم ومتاجرهم ومصادر أرزاقهم يعد البداية العملية لإجراءات المعالجات الجادة لذلك الواقع المأساوي الذي خلفته الأزمة السياسية، أما المغالطات والبهرجة الواضح عليها النفاق والكذب وعدم احترام الإرادة الكلية للشعب والاستهانة بعقول الناس وإخفاء المأساة الحقيقية لمعاناة الشعب من أجل إرضاء أصحاب المصالح النفعية الخاصة والطموحات غير المشروعة التي لايقبل بها الشعب، فإن ذلك لايخدم حكومة الوفاق الوطني لأنه سيصرفها إلى زمن سياسة الإرضاء والمدارة للقلة الخارجة على الدستور والقانون على حساب الإرادة الكلية للشعب. إن المطلوب اليوم من حكومة الوفاق الوطني العمل على معالجة أوجاع الناس وحاجاتهم الضرورية بروح المسئولية الوطنية وأمانتها، ولايحقق ذلك إلا إنفاذ الدستور والقانون وفرض هيبة الدولة، وعدم المدارة والمداهنة لكي تتجاوز الحكومة الحالية كل التحديات وتحقق تميزاً وتسجل إنجازاً وطنياً يخلد لهذه الحكومة، لأنها حكومة وفاق وطني وليست حكومة أحزاب انتقامية على الإطلاق، ولايجوز الميل إلى دعاة الفتن وصنّاع الأزمات، لأن أصحاب تلك الدعوات لايريدون للحكومة النجاح والانجاز لمهامها على الإطلاق بقدر مايرى فيها البعض من قوى الشر إنها مجرد وسيلة للانتقام لأحقادهم الشخصية ومطامعهم الفئوية والقروية والمناطقية. إن حكومة الوفاق الوطني تحظى بإجماع شعبي وأقليمي ودولي وعليها الاستفادة المطلقة من ذلك الإجماع، وأن تدرك أنها أمام فرصة تاريخية بالغة الأهمية تستطيع من خلالها أن تصنع طموحات الشعب في الحياة الآمنة والمستقرة والموحدة، وتتجاوز باليمن كل التحديات، وعليها أن تمضي في إنفاذ مهامها الوطنية الكبرى بقوة الإرادة الكلية للشعب المستمدة من الإرادة الإلهية، لأن هدف وجود هذه الحكومة هو إزالة منغصات الحياة والحفاظ على يمن واحد آمن ومستقر، وهذا الفعل هو قمة الغاية من الوجود الإنساني الذي أمر الله به من فوق سبع سماوات.