يحتفل الإصلاح بذكرى تأسيسه ال «24».. لقد تحول الإصلاح إلى قوة مؤثرة في المسار اليمني والتحولات الجارية وأصبح لاعباً أساسياً وهذا أمر لم يعد بحاجة إلى تأكيد.. الأحزاب الكبيرة التي تنتشر في كل قرية ومدينة تصبح ملكاً للشعب ومنجزاً من منجزاته والمطلوب تطويرها، هذا ينطبق على كل الأحزاب الشعبية المنتشرة, الانتشار بحد ذاته له مدلول نجاح وعمق مجتمعي يدل على تناغم المشروع مع عامة الناس وأحلامهم بغض النظر عن أخطاء الطريق أو انتقادات المحبين أو تجنيات الخصوم... يحتاج الإصلاحيون أن يتمسكوا بما حققوه على مستوى التنظيم والانتشار والانتقال إلى مستوى التفعيل العام المناسب مع حمل المشروع الوطني والدفاع عنه .. للإصلاح خصوم كثر لكنهم عندما يتخلون عن المنطق يتخلون عن خدمة الحقيقة ولايضرون الحزب شيئاً لأن التجنيات تتحول إلى شهادة لهذا الحزب أوذاك خاصة عندما تتكرر بشكل مبتذل في عناوين يراها المواطن أمامه كذباً مفروشاً في الشارع مثل حكاية أن الإصلاح وحده من يحكم وأنه نفذ إقصاء الآخر على مستوى المؤسسات بالجملة وهو ماينافي الواقع ووجود الاصلاح في المؤسسات الرسمية..والمتتبع الحصيف يخرج بأن الإصلاح حزب التنازلات الكبيرة الذي يحرص على الشراكة الوطنية ويعمل جاهداً للسلم وبناء الدولة المدنية وتطبيق مخرجات الحوار مع القوى الوطنية التي تعمل من أجل المشروع الوطني الجامع, وعلى عكس ما يردده خصومه، فهو جزء يسير من حكومة التوافق على مستوى الوزراء والقيادات العليا ممثلاً بعدة وزارات بينما يبقى الوضع على حاله في المستويات الدنيا مع تغير طفيف. ويصبح تحميل الإصلاح أخطاء الحكومة اعتداء صارخاً على الحقيقة ومحاولة لتتويه المواطن والضحك عليه وصورة من صور المكايدة والفجور التي لاتخدم اليمن... ما يخدم اليمن أن تنقد أخطاء الإصلاح وكل حزب بنوع من المصداقية واحترام المتلقي لكي يصنع صورة عن الأحزاب السياسية التي تمثله. ففي النهاية الأحزاب هي أدوات تعبير عن الشعب ووسائل وليس غايات، ولا داعي لاستخدام الفجور مع الهيئات والأشخاص بقدر ما يجب أن يوجه النقد إلى الأفعال والتصرفات دون انتقاء. على الإصلاحيين أن لايلتفتوا إلى حملات التشويه المتعمدة، فهذا أمر طبيعي تواجهه أي قوة وأي مشروع، لكن عليهم أن يلتفتوا إلى الحقيقة من بين هذا النقد أو ذاك لأن الخصم مهما كان متجنياً فهو يحمل في نقده جزءاً من الحقيقة مابالك النقد الموجه من حملة الفكر الموضوعي. هذا النقد هو المرآة العاكسة والوجه الآخر لحقيقة الحزب سلباً وإيجاباً، ومن الحكمة والواجب التعاطي مع هذه الانتقادات بإيجابية من أجل الحزب وفي النهاية من أجل اليمن , لأن الكيانات الكبيرة نجاحها أو فشلها يعود على الوطن ولا مصلحة للوطن في استهداف الأحزاب والكيانات الكبيرة لأن هذه الأحزاب هي آليات الحركة السياسية وأدوات الشعب في التغيير والبناء، وهذا ينطبق على كل الأحزاب والكيانات التي يجب أن نتعامل معها كمفردات لهذا الوطن ولمستقبله الذي يجب أن نتعامل معه بحب وصدق من خلال التعامل مع الكيانات السياسية المؤثرة بنقد وتقويم صادق بعيداً عن الفجور والمكايدات وكسر العظم، لأن عظم الكيانات السياسية المدنية الكبيرة التي تضم جزءاً من الشعب هو عظم الوطن وجزء منه ومن سلامته واستقراره. [email protected]