أصدق ثورة هي من ستستنكر الظلام الذي يغدق يومنا، الشعب يريد الضوء فهل من مصداقية حقيقية في تبني هذه المعضلة التي أصبحت كابوساً يقضي على ما تبقى لنا من طاقة للعمل والقراءة في وطن لم نعد نملك منه سوى فتات البقاء على أرضه في ظل غياب خيارات أن يكون لنا وطن آخر؟. سئمنا هذا الوضع، إلى متى سنظل على هامش الحياة نتوسل وطناً لم يتركوا لنا فيه أي مجال حتى لرسم أمانينا في ضياء يستوعب زيفها ويتقبل حقيقة أن المتفائل في هذا الوطن أشبه بمن يكذب على نفسه ويصدق الكذبة بأنه عايش؟! نحن يجب أن نصرخ بأعلى وجع بأننا نريد الحياة، ألا يكفيهم أنهم خضبوا أحلامنا بالدماء، وها هم يزفون ما تبقت لنا من الأرواح إلى الموت بطريقة بطيئة تستهوي تعذيب أنفاسنا التي هي الأخرى فقدت القدرة حتى على التنهد أو بالأصح سئمت أن تتألم في حضرة جهات حكومية صماء لا تسمع شيئاً وسط ضجيج الفتن والنزاعات التي لا مبرر لوقوعها. فلتسمعوا شعارات من يريدون الحياة وكفوا أسماعكم عن أولئك المتبرجين في ليالي عاهرة بسياستهم المدفوع ثمنها مسبقاً بمقايضة لا تعدوا عن كونها حقارة. فأي إرهاب هذا الذي يمارس ضدنا؟! ما ذنب الكهرباء التي يسفكون ضياءها بلا أي اعتبار لحرمة أنها حق من حقوق المواطن الذي ضاقت به المآسي وهو يتحمل البلاء ويحصد الضيق من السلوكيات اللامسؤولة في ظل غياب الوجود الفعلي للحكومة ودون أن يكون هناك ردع حقيقي؟. أيعقل بأن المؤسسات الحكومية بمختلف مسمياتها عاجزة عن حماية الكهرباء باعتبارها من الممتلكات العامة، وإلا أصبح دورهم فقط تأمين المسؤولين وكراسيهم؟ إذن من سيحمي مصالحنا المهدورة يا حكومتنا الموقرة؟! بقايا حبر: من يصل إلى الحقيقة في هذا البلد يعرف بأن البطالة ليست قدرنا، الجهل ليس قدرنا، الفقر ليس قدرنا، الصراع الحزبي ليس قدرنا، الحروب الطائفية ليست قدرنا، ولكن هم أرادوا أن يجعلوا حدود أحلامنا لقمة العيش والأمن والماء والكهرباء، مستوى يتلاءم مع سياسة التجهيل والتجويع والإدارة بالأزمات.