التعايش والمواطنة مبادئ أساسية تصدح بهم المجتمعات من أجل أن ترفع راية السلام في الحياة، ولا يوجد عقل سليم يمكن أن ينتج منطقاً مشوّهاً يتعارض مع هذين المبدئين إلا تلك العقول المفخّخة التي جعلت الإرهاب دستورها ونهجها المظلم الذي يجعلها ترتكب سلوكيات ذات طابع إجرامي بشع يقضي على نبض الأمان في داخل كل مواطن. وما يحدث الآن من جرائم اغتيالات وقتل واختطافات بسبب اختلافات لا ترتقي إلى أن تكون برتبة مبرّر لإزهاق روح أو إرهاب مجتمع آمن، فالناس بطبيعتهم يختلفون، والاختلاف سنّة الله في الكون، وهو ليس مبرّراً للاعتداء أو لتصفية الآخر تحت غطاء سياسي أحمق صنعته النعرات الحزبية والطائفية «إن لم تكن معي فأنت ضدّي». المفترض وليس الواقع أننا نعيش في مجتمع منظّم؛ إن لم ينظّمه القانون فيكفي أن تنظّمه عقول بشرية تميّز الصواب من الخطأ الفادح الذي عادة يجافي الغفران؛ لأن الاعتذار عن سلوك إجرامي بشع لن يكون سوى ذرّة أمام جسامة الفعل. أيُعقل أن تقتل شخصاً لمجرد أن رأيه لا ينتمي ولا يوافق أيديولوجيتك المتخلّفة والمعقّدة، أيُعقل أنك تختطف الأمن من أجل أن تبتدع سنّة المقايضة كلعبة سخيفة في ظل غياب المسؤولية من قبل الحكومة عن أهم دور لكيانها المتبلور بمسمّى"دولة" أيُعقل أن تسمح لنفسك أن تكون معول هدم لمعالم القيم والتصرُّفات النبيلة في ظل نزاعات صورية أوجدتها فئات وهمية تحمل بوادر الانقسامات والتفرقة..؟!. فزعزعة أمن بلد وإقلاق حالة السكينة؛ هذا مجرد هدف أولي لتحقيق الهدف الأكبر وهو تحويل اليمن إلى مجرد ساحة كبيرة تحتضن مختلف العروض الدامية من قتل ودمار وتدمير ليستمتعوا بمشاهدة حالات واقعية لموت الإنسانية في قلوب تدّعي أنها مؤمنة، فمن يقبلون أن يكونوا أدوات رخيصة لتخريب بلادهم؛ بالفعل يحملون عقولاً مفخّخة. بقايا حبر صحيح أن الإرهاب لا دين له، لكن عنده جنسية..!!.