كل يوم تزداد ثقتي أن اليمن ستنتصر، وأن المشروع الوطني الجمهوري الديمقراطي سيتبلور إلى ثقافة مجتمع وإرادة شعب، فما يجري يرسّخ هذا المشروع الجمهوري الحُر ويُحيه في قلوب الناس والشباب بعدما طُمس خلال عقود من الفساد المتراكم. المعركة الآن أصبحت واضحة بين مشروعين؛ كل يوم تزداد وضوحاً، المشروع الإمامي الكهنوتي والمشروع الوطني الجمهوري الذي كاد أن يصل إلى دولة حقيقية وحرية وشراكة من خلال ثورة الشعب، وهذا الاختراق لن يكون إلا تنضيجاً للمشروع الثوري وتصحيحاً للمسار،لأنه يوضّح حاجة الناس إليه، كما يكشف سواد المشروع الآخر الذي كنّا نقرأ عنه في التاريخ، فأصبح أمامنا يتحرّك على الجثث والأشلاء وتفجير مدارس تحفيظ القرآن الكريم ومنازل الناس..!!. هو يريد أن يرعب الناس ليستسلموا؛ لكنه لا يعلم أنه إنما يقدّم نفسه كمشروع قتل يستهين بدماء الشعب ويُمعن في محاولة ترويعه، ولا يعمل للإنسانية أي حساب، لن يروّع الشعب ولن يخاف, أنتم أمام شعب حسم أمر حريّته التي هي أغلى شيء ليستعيد الشعب روح الثورات اليمنية وهمم الشهداء لكل الثورات اليمنية المباركة. من يقتل الشعب لا يحق له تقديم نفسه كمشروع من ضمن المشاريع السياسية؛ بل هو مشروع إرهابي ووباء عام، فمن يقتل الشعب ويهاجم المدن والعاصمة، وينشر الخوف والخراب، ويعرّض البلاد إلى هاوية؛ لا يحق له الحديث عن مطالب الشعب ولا يتوهّم أنه سيقتل الشعب بيد ويلوّح لهم بالرغيف أو «البرسيم» باليد الأخرى، لقد ولّى عهد «القطرنة» يا همج والشعب لم يعد قطيعاً. لا فرق بين قتل الجنود في حضرموت بتلك البشاعة وقتلهم غدراً في شملان وعمران والجوف وتشويه جثامينهم بتلك الطريقة التي ظهرت في شملان، إنه الحقد على الشعب، باعتباره مغتصباً لحقهم في التسيُّد وعقاباً على توقه إلى الحرية ودولة المواطنة المتساوية أو كما يردّدون هذه الأيام عن نهب أملاكهم «الملكية» ونسوا أن هذه أملاك الشعب سرقوها من زمان ويريدون سرقتها اليوم مع حريتهم ودمائهم..!!. لم تفعلوا شئياً سوى كشف جوهركم الأسود للشعب، هذا المشروع الأسود حكم على نفسه بالموت والخروج من دائرة نقاش اليمنيين، باعتباره مشروع دمار وعدواً تاريخياً للإنسان اليمني؛ يجب أن ينتهي وهو الآن يذوب كلما أوغلوا في إرهاب الناس وقتلهم. هذه الدماء لن تذهب سدى ولن يقف الأحرار اليمنيون ل«يضربوا سلام» للقتلة والإرهابيين، ولن يخيفهم؛ بل يزيدهم قناعة على واجب التوحُّد والاصطفاف لإخراج الشر من بلادهم ومستقبلهم. إن المستقبل يبدو اليوم أجمل رغم كل الأوجاع والوحشية المكشّرة بالظلام والحقد والدم. [email protected]