اليمن القوي لا يكون إلا بالدولة الواحدة والموحدة والقادرة والمقتدرة، ولا يكون كذلك إلا بوحدة الصف ونزع فتيل الاختلاف ومنع الاحتراب والبعد عن الاستعداء الذي جرّع الوطن الويلات وأقلق السكينة العامة وجلب التشاؤم الذي يجعل الوطن خالياً من العقلاء والحكماء ويفرغ الوطن من القدرات والإبداعات ويعيدنا إلى عصور الجاهلية التي سيطر فيها الثأر والثأر المضاد والعصبية الجاهلية والخواء الفكري. لقد جرى في اليمن ما جرى ولم يعد يحتمل الوطن أكثر من ذلك الجور والفجور الذي أظهرته القوى المتصارعة على السلطة، وبات لازماً على اليمنيين كافة العودة إلى جادة الصواب والحفاظ على وحدتهم الوطنية وعدم التفريط في سيادة اليمن والاتجاه نحو المصالحة الوطنية الشاملة وحقن دماء أبناء اليمن ويكفي حروباً جاهلية ولا سبيل لليمن غير العودة إلى العقل والحكمة وقوة الإيمان بالله رب العالمين لإدراك أن عزة اليمن وأهلها في وحدة الصف وحقن الدماء ومنع الفتن والكف المطلق عن افتعال الأزمات وإثارة النعرات الجاهلية وعلى العقلاء والحكماء القادرين على اتخاذ التدابير الكفيلة بحق الدماء الانطلاق نحو العمل الجاد والمخلص والأمين من أجل حماية أجيال اليمن القادمة ومحو الآثار الكارثية للفتنة التي أشعلت نيرانها ومازال لهيبها يكتوي بناره الشعب حتى اليوم. إن الوقوف أمام التداعيات الكارثية لدى القوى الوطنية المتصارعة على السلطة يتطلب إرادة وطنية واحدة تُجمع على حقن دماء أبناء اليمن وتحول دون التأزيم وتمضي قدماً صوب تحقيق ما تبقى من التسوية السياسية من أجل الوصول إلى الانتخابات العامة، وعلى القوى التي تتباهي بأنها مقبولة في ساحة الشعب أن تحتفظ بتلك الشعبية للانتخابات ولا يجوز التضحية بالوطن والمواطن من أجل المكاسب الخاصة التي لا صلة للشعب بها، لأن الاستمرار في هذا العبث والتيه السياسي الماحق يطيل أمد الأزمة ويضاعف آلام وجراحات الوطن والمواطن. إن مخاطبة العقلاء والحكماء القادرين على اتخاذ التدابير اللازمة لحقن دماء أبناء الوطن الواحد قد طالت دون أن تحرك ساكناً رغم ذلك فإن الشعب مازال صابراً ويتحمل كل المآسي والجراحات الغائرة في جسد الوطن المنكوب ولذلك ينبغي على الكافة إدراك خطورة الوضع الراهن والتحرك باتجاه المصالحة وعدم السماح بسفك المزيد من الدم اليمني المقدس وعلى الجميع أن يستشعر المسئولية ليقدم للوطن ما يمكن أن يسهم في لملمة الشتات وتوحيد الصف والحيلولة دون سفك الدم اليمني المقدس وبما يحفظ لليمن وحدته وأمنه واستقراره ويصون السيادة الوطنية ويجعل اليمن جسداًً معافىً من كل آفة بإذن الله.