في محاولة جادة لحقن دماء المصريين ونبذ العنف, والحفاظ علي وحدة الوطن, طالبت قوي سياسية وحزبية عديدة, بسرعة تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة. فقد اتفق الأزهر الشريف والدعوة السلفية علي تشكيل لجنة حكماء لحل الأزمة الراهنة بالبلاد. وقال الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية إنه تقديرا لكلمة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ومبادرته, تفاعلت الدعوة السلفية وحزب النور وقدما مقترحا بتشكيل لجنة للحكماء للخروج من الأزمة. وأضاف أنه اتصل بشيخ الأزهر واتفقا علي البدء في تشكيل تلك اللجنة, برعاية شيخ الأزهر, وتضم جميع الاتجاهات. وأشار برهامي إلي أن شيخ الأزهر وعد بوضع ثقله وثقل الأزهر خلف هذه المبادرة, من أجل المصالحة الوطنية وحقن الدماء. وأصدرت بطريركية الإسكندرية للروم الأرثوذكس, بيانا, أكدت فيه أنها ترفع صلواتها بجميع كنائسها, ضارعة إلي الله أن يحفظ مصرنا الحبيبة, وأن يجنبها الفتن الهادفة إلي شق وحدة الصف لشعبها وجيشها وشرطتها. ودعت وزارة العدل المجلس الأعلي للقوات المسلحة, إلي استضافة ممثلين عن جميع أعمدة الدولة المصرية من الأزهر والكنيسة والقضاء والجيش والأحزاب, والتيارات السياسية والقوي الثورية, للحوار وصولا إلي حل يلبي التوافق الذي يرضي أبناء الأمة. وطالبت الوزارة حكماء الوطن وعقلاءه بالالتفاف حول هذه الدعوة, توصلا إلي حل للأزمة يجنب البلاد الوقوع في فتنة مهلكة, وأهابت بجميع الأطراف نبذ العنف, والاحتكام إلي العقل, والجلوس إلي مائدة الحوار, دفعا لذلك الشر المستطير. وأكد عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر والقيادي بجبهة الإنقاذ, ضرورة تشكيل لجنة المصالحة الوطنية بأسرع وقت ممكن. وأوضح أن تحقيق سلامة الوطن يتطلب تفعيل هذه اللجنة, مشيرا إلي أن الوقت مناسب لاتخاذ مبادرات التهدئة والصلح. وأعرب عن اعتقاده أنه من الأفضل أن تكون لجنة المصالحة الوطنية برئاسة رئيس الدولة شخصيا. ودعا موسى الرئيس المؤقت إلي عقد اجتماع مع مختلف التيارات السياسية, لافتا إلي أنه لا أحد مفوض للتحدث باسم الجميع في هذه اللحظات الحرجة. وطالبت لجنة الحريات بالنقابة العامة للمحامين, بالإسراع بخطوات إيجابية للمصالحة الوطنية الشاملة, والمحافظة علي الدماء المصرية, وأكدت في بيان لها أن الحل الأمثل للخروج من الأزمة الراهنة هو الجلوس إلي مائدة الحوار. وناشد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية جميع المصريين أن يجعلوا شهر رمضان فرصة لإصلاح ذات البين, والسعي الجاد والحثيث في تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة, بهدف إيجاد صيغة تفاهم بين أبناء الوطن الواحد, للوصول إلي برنامج متفق عليه, لإنقاذ الوطن من أزمته, ووضعه علي الطريق الصحيح.