من أجلك يا وطني الحبيب تعذبت كثيراً وتجرعت العلقم, لأنني أحبك, وهذا ما ألزمني الاستمرار بهذا العناء في حالي وترحالي, تلك هي حياتي التي كتب لي أن أعيشها, ذابت أحلامي, وشنقت طموحاتي المقدسة, لا لشيء إلا لأنني أحبك إلى حد الثمالة. إليك يا وطني وأبناؤك يحلمون ببنائك واستقرارك لعلهم يحصلون على عيش كريم وحياة فيها العدالة والمساواة والقانون. وطني الحبيب طال الانتظار للمخرج مما أنت فيه والانتقال إلى وضع أكثر محبة وسلاماً, لكني أخاف ممن يفكرون بأسلوب الانتقام والقهر للخصوم, لم نعد ندري من يخدم الوطن ومن هو الوطني الشريف في هذا الظرف العصيب الذي أضحت الوطنية أشبه بصكوك الغفران التي يمنحها البعض. تحت سمائك وعلى أرضك نحنّ إلى وطن آمن ودولة مدنية حديثة يتساوى فيها الجميع وتغيب فيها لغة السلاح وتحضر لغة العقل والحكمة. وطني أنا مندهش كغيري ممن رضعوا الوطنية وتتلمذوا على حبك منذ الصغر لم يكن الحزب هو الوطن ولا الشيخ ولا القبيلة ولا الجنرال, ولا السيد هم الوطن أيضاً فقد تعلمنا أنك كل شيء ويجب أن نحافظ عليك مهما كانت التحديات بغرس قيم المحبة والسلام والتعايش ونبذ كل ثقافات العنف والفوضى. طالت الشهور والأيام ونحن نترقب الانفراج والوصول إلى قاسم يجتمع الجمع فيه وهو الوطن لكن هناك من يكابر ويقول إنه يخدم الوطن, والوطن أكبر من مزايدات الجميع، فنحن نعرف من الوطني ومن مارس التتويه والتضليل . وأتألم وأحزن أن يقتل أبناء الوطن وتسيل الدماء ويقتل بعضهم بعضاً دونما رحمة أو شفقة للهث وراء سراب السلطة والمكانة. يا أحبائي من الحرس والجيش والأمن المركزي والنجدة والقومي الدور دوركم والوطن أمانة في أعناقكم ، اعملوا من أجله والحفاظ عليه من التشظي والخراب والانهيار. أحزن كثيراً على الدماء الطاهرة التي تسفك, ووجوه تغادر علمنا, واقتصاد قد يدمر ولن يرحم التاريخ من يتآمر على الوطن والسيادة والقانون, وتباً لمن يحاول أن يجر الوطن إلى المهالك لأنه يحاول البقاء كطرف وحيد ليس من أجل الوطن والشعب بل من أجل الأنا المقيتة. ستظهر الأيام ما وراء الغيوم والغموض وسيتضح يا وطني من المخلص والخائن والعميل لك عما قريب وإنا يوماً بعد يوم لمتابعون ونسأل الله أن يجنب وطننا كل مكروه لأنني أحبك يا وطني.