حين غاب جاره اليهودي عن فعلِه المؤذي الذي كان يمارسه يوميًا بوضع القاذورات والأذى أمام بيتِ سيد الخلقِ أجمعين محمد صلوات الله وسلامه عليه،طرق بابه وذهب لزيارته،فسأله اليهودي ما الذي أدراك يا محمد أنني مريض؟فابتسم الرسول،وقال له:عادتك التي انقطعت،كان يقصد الأذى الذي كان يمارسه مع رسول الله،فبكى اليهودي بكاءً حارًا من طيبِ أخلاقِ الرسول العظيم وتسامحه،فنطق الشهادتين ودخل الإسلام. وهذا الزمن تُرى ما الذي يجذبهم لدخول ديننا....? لعل أسوأ فترات تاريخ الإسلام هي هذه الفترة التي نعيشها الآن،فقد زادت عن حدها الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام،وكثرت الأحزمة الناسفة التي تُطوقُ خواصر المراهقين، والموعودين بالحورياتِ في الجنة....!. باسم الإسلام....يُذبح جنودنا...وباسمه يتم اغتيال البراءة والطفولة....وباسمه انهار اقتصادنا الوطني،وشُلت الحركة السياحية في البلد.......!. يفجرون المشافي ويذبحون ملائكة الرحمة،ويهتفون (الله أكبر)...!. يطلقون سراح المجرمين واللصوص والقتلة من السجون ويهتفون(الله أكبر)....! يذبحون الجنود ويهتفون(الله أكبر)..!. يقلقون أمن الوطن ويهتفون(الله أكبر)....!. يرعبون طلاب المدارس ويهتفون(الله أكبر)....!. يلتقطون صورًا تذكارية مع الرؤوس المذبوحة ويهتفون(الله أكبر)....!. أي إسلامٍ هذا الذي يدّعون ....? ومن الإله الذي أمرهم بذلك....? فالإسلام الذي نعرفه منذُ نعومةِ أظفارنا ،لم يأمر بذبح الجنود، وترويع الآمنين،ولم يعِد المراهقين بسبعين حورية في الجنة مقابل مائة رأس من الأبرياء،ولم يأمر أحدًا بتفجير مصالح الناس،وتعطيل حركة الحياة لمجرد أنهم يعيشون....!. أولئك المقنّعون بشعار الإسلام... دمروا الحياة ، أقلقوا الأمن والاستقرار،وجعلوا المواطن البسيط يعيش حالات ترقبٍ وحذر...كل ذلك يحدث وهم يدّعون الإسلام،والإسلام منهم براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب...!. المطلوب صحوة فكرية تصحح الوضع وتنشر الوعي،من جميع المؤسسات الحاضنة للرسالتين الإعلامية والثقافية،سواء الخاصة أو العامة،واجتثاث تلك الأفكار السلبية التي تُغرر بالشباب الذين يتم استدراجهم إلى المحرقة دون شعورٍ منهم،وعلى حين غرة من غيابِ الوعي وغفلة الجميع، مطلوب أيضًا من الكتّاب والمثقفين أن يقوموا برسالتهم التي تفرضها عليهم المرحلةِ الراهنة،وأن ينزلوا قليلاً من أبراجهم العاجية ،إلى الرسالة الملقاة على عواتقهم. فالكتّاب في كلِ زمانٍ ومكان على مدى تاريخ البشرية،هم من كانوا رسل الحرف وأنبياء الكلمة....ومن صححوا أوضاع بلدانهم على مستوى العالم،وأسماؤهم لا تتسع المساحة لحصرها هنا...،ما يؤسف له أن أغلبية الكتّاب لدينا وقعوا في فخِ المناكفاتِ ،والملاسنات،وفخ التبعية لأحزابٍ تسيرهم كيف تشاء....!. نأمل أن تنهض صحوة فكرية ،ترمم خرائب الأرواح،وترشد العقول التائهة في رصيفِ الحماقاتِ،وتعودُ الهيبة المفقودة لمفهومِ الإسلام،وديننا المتسامح حتى مع المختلفين معه.