القيم التي نشأت عليها بعض الأحزاب المحلية والعربية ، لا تعني بأي حال من الأحوال أنها ستضحي لأجلها ، أو أن أحفاد مسيرتها سيقومون بذات الدور المرسوم في أدبيات الإنشاء . صدمتنا لا شك كبيرة ، والأوراد التي كانت، انفرط عقدها ، والأحلام الكبيرة غدت مجرد مصالح شخصية ونخبوية ، والشعارات العظيمة أضحت مطباً مدفوع الأجر للإجهاز على ما كان يعتقده الكادحون في الزمن الجميل رغم العناء . ثم ماذا؟ اليساريون صار جُلّهم ملكياً أكثر من الملك ، واليمينيون أفصحت غالبيتهم عن حقيقتهم التي كانت مطليّة لعقود بمساراتٍ تعبويّة أفسدتها وخزة الحقيقة ، حتى لكأنّها لم تكن يوماً من الأيام . بينما السواد الأعظم من الكادحين يرون في بعض القوى هدفاً واضحاً لتحمّل تبعات أوجاعهم السابقة واللاحقة باعتبارهِ المُنقذ ، ولا يدركون أن العقبة كؤود ، والأرباح لا تكفي للَجم أفواه المؤلّفة جيوبهم ، والمسارات أكبر من حلم ، وأصغر من حقيقة . [email protected]