الحديث عن مؤتمر الحوار القادم أخذ أكثر مما يجب .. وتفرّعت في دهاليز إعاقاته الكثير من الرؤى المتباينة .. وبذات الوقت التفّت حول آمال نجاحاته الكثير من الأطروحات المسكونة بأهمية الحوار مخرج حقيقي للبشر ككل وليس لليمن وحسب. الحوار يحتاج لتهيئة صادقة تؤبجد مسارات انطلاقته .. لا إلى الفوضى والدماء المتناثرة .. وتصفية الحسابات واندلاع المماحكات وتأليب الرأي العام المحلي والخارجي لإذكاء روح الفتنة. نحن قادمون على مسار مطبات عنيفةٍ موحشة .. إذا لم ندرك مقدار خطورتها فلن نصل لفسحة الطريق الملبّد بالكوارث اليومية .. والانفلات الأخلاقي الذي لا يراعي أي وجعٍ يتكاثر وفق لملمة الدماء المتناثرة والأحداث العصيبة التي تشهدها البلاد. وعليه فالإعلام المحلي يتحمل الجزء الأكبر مما يحدث حين لا يقوم بواجبه برصد الأحداث بمسئولية جمعيّة تؤلّف ولا تفرّق .. وتلملم الكيان الوطني لا تؤسس لانفراط عقد الأخوّة المتبقّي على الصفيح الساخن والأحداث الجِسام. أما الإعلام الخارجي فهو لا يشقى بمنطقه .. ولا يشقّ بطرائقه إلا عبر أنيابه الداخلية وهي تحت أمرين لا ثالث لهما .. إما تقوم بمضغ الحقيقة بما ينفع الناس .. وإما تتفنن في هتك عُرى الآمال المتبقية وتصبّ الزيت على سخونة نار الفواجع اليومية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك