بلا شك إن الحرب أولها كلام .. لكننا إن دخلنا حلبة الدماء فلن تغنينا الكلمات إلا ما كان صادقا منها ولم يؤجج ويثير الفتنة كما لا ينبغي . وما ألاحظه من نخبة الحرف دليل بالغ في أكثرها بالمضي نحو الانحراف بمسيرة الاستحقاق نحو اللاحق ، وتلك هي عين الدماء التي لن تجف، وأوار الوقيعة يشتعل في رؤوس الأقلام . إذن الحرب إعلامية في أولها وآخرها وما بعد خفوتها أيضا .. وذلك أمر بالغ التعقيد إذ يقوم على رؤى اجتهادية تجانب الصواب في معظمها ، وتدفع بالعقول الخائفة والقلوب الراجفة إلى ما لا يحمد عقباه . والنخبة الإعلامية يقوم عليها دور كبير في تنوير العقول وتبصيرها لطريق الصواب ، وإخماد نار الفتنة كلما شبّت بدلًا من مباركتها والتنظير لها واختراع كل ما له علاقة بتهدم أسوار الأخلاق وهتك الأعراض واستنزاف أرقى ما تخبئه النفوس وتدخره ليوم تستحقه الحادثات الكبيرة المشرّفة للتضحيات وليس ليوم يقتتل فيه أبناء الوطن الواحد . [email protected]