تصريح مسؤول إيراني: “الطريق إلى فلسطين يمرُّ عبر اليمن” تصريح خطير، يتضمّن أولاً الحكم بتبعية اليمن للقرار الإيراني، وثانياً زجّ اليمن في صراعات إقليمية لا ناقة لها فيها ولا جمل..!!. مضمون التصريح إسقاط لشعار قديم مستهلك، “الطريق إلى... يمر عبر.....” في العادة يرفع أصحاب النزعات التوسُّعية، شعار استرداد الأراضي المقدّسة، عندما يسعون إلى الاستيلاء أو الهيمنة على أراضٍ جديدة. خلال الحروب الصليبية.. رفع بابا روما شعار “الطريق إلى القدس يمر عبر بيزنطا” لتلك الحروب عوامل سياسية واجتماعية واقتصادية، وجرت في سياق صراع المحاور الطائفية بين الكنيسة الشرقية البيزنطية في القسطنطينية والكنيسة الغربية في روما، وجرّاء الحروب الصليبية سقطت بيزنطا لصالح روما، وبعد سقوطها تبيّن جلياً أن هدف البابا كان توحيد الكنيستين، وأنه كان يقصد أن “الطريق إلى بيزنطا يمر عبر القدس”..!!. لاحقاً وفي الجانب الآخر؛ بحث صلاح الدين الأيوبي عن “الطريق عبر القدس” قبل أن يبحث عن “الطريق إلى القدس” كان يهدف إلى إسقاط الدولة الفاطمية والاستيلاء على دمشق وتوحيدهما في دولة عظيمة، ونجح - كبابا روما - في عبور الطريقين. لاحقاً في العصر الحديث؛ أثبتت معظم الحركات والثورات والانقلابات أن طريق الحرية والعدالة والمساواة مفروشة بالدماء والجماجم والأغلال، بداية بالثورة الفرنسية التي نصبت أعتى نظام مستبد في تاريخ فرنسا، إلى الثورة الإسلامية في إيران إلى ثورات الربيع العربي. بعد نجاح الثورة الإيرانية عام 1979م؛ عمل الغرب على زج العراق في الحرب بالنيابة مع إيران، حينها رفع الزعيم الشيعي الراحل آية الله خميني شعاره الشهير: «الطريق إلى القدس يمر عبر بغداد”. كان هدفه تحميس الشعب للدفاع عن إيران، لكن الشعار سرعان ما أثّر على خصمه اللدود صدام حسين ليتمثّله لاحقاً: «الطريق إلى القدس يمر عبر الكويت»..!!. لقد أطلق عدة صواريخ على إسرائيل، فتحمّس له الكثيرون، ودعوه إلى اجتياح بقية دول الخليج، وتوحيد العالم العربي لمواجهة إسرائيل أسوة بصلاح الدين الأيوبي..!!. في كتابه «الطريق إلى القدس» لم يتطرّق «الدكتورد محسن محمد صالح» وهو يرصد «رصيد التجربة الإسلامية على أرض فلسطين» إلى حجم المكاسب المادية والسياسية والشعبية المهولة التي وصل إليها الإسلاميون عبر طريق القدس، لا عبر الطريق إلى القدس..!!. باستثناء لعبة «بلايستيشن» جديدة باسم «الطريق الى غزة» كل اللُّعب التي تحمل اسم «الطريق إلى ..» طرق سياسية محفوفة بالشبهات الانتهازية، أقربها الثروات الهائلة التي راكمها بعضهم، باسم القضية الفلسطينية. «الطريق إلى التبرعات يمر عبر القدس» هي الترجمة العملية لشعار: «الطريق إلى القدس يمر عبر التبرعات»..!!. [email protected]