حذّرنا الرسول عليه الصلاة والسلام من علماء الفتن ومن أهل الأهواء والزيغ فقال: «أخوف ما أخاف على أمّتي الأئمة المضلّون؛ سُئلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلّوا وأضلّوا». فلقد كثُر في هذا الزمان هؤلاء الدُعاة والمحسوبون على أهل العلم والذين هم دُعاة على أبواب جهنم؛ من أجابهم قذفوه فيها، والذين سخّروا علومهم الشرعية لأغراض سياسية حزبية مقيتة تدعو إلى التعصُّب الأعمى والأهواج والوقوع في مسالك التفجير والتكفير، وأصبح التعصُّب لهؤلاء الدُعاة من بعض الناس وكأنه من الإسلام. لقد كثُرت الفتن من حولنا، وأصبح الحليم حيراناً حتى وصلنا إلى ما حذّرنا منه نبيّنا الكريم؛ وأشار إلينا بما معنى الحديث «كونوا أحْلاس بيوتكم وتجنّبوا الفتن» وتجنّبوا الاقتتال مع أي طرف؛ فهي حروب سياسية بحتة مغلّفة بلباس الدين، ولم نسمع من هؤلاء الدُعاة الدعوة إلى حقن الدماء والابتعاد عن النعرات المذهبية؛ لأن وظيفتهم هي إشعال الفتن فقط لا إخمادها؛ ليذهب هؤلاء الدُعاة إلى الجحيم. أخيراً من هنا أدعو كافة أبناء المجتمع إلى حقن دماء اليمنيين والسعي إلى إصلاح ذات بينهم، وأن يجعلوا حُب الله ورسوله، ثم الوطن هو الأعلى والأغلى، فالأعداء يتربّصون بأمننا واستقرارنا، ولا نامت أعين الجُبناء. أتمنّى أن تكون تعز الحالمة ممثلة بمحافظها وقادتها وأبنائها بعيدة عن هذه الصراعات والنعرات الطائفية أو المذهبية، وسنقف جميعاً ضد من تسوّل له نفسه الإخلال بأمن واستقرار المحافظة، وليعلم الجميع أن تعز عصيّة لا تقبل إثارة النعرات الطائفية أو المذهبية أو الاقتتال الطائفي، فأبناؤها متعلّمون، وسلاحهم الثقافة والقلم.