للفتاوى في هذا الزمن الرديء الذي نعيشه حديث يبعث على الضحك تارة والأسى تارة أخرى، ويدفع المؤمن النقي إلى التشكيك بسلامة إيمان وإسلام مُصدري تلك الفتاوى الذين يثبتون أنهم قليلو عقل، وأن فتاواهم تلك هدفها الإساءة إلى الإسلام والمسلمين. هؤلاء ممن يلصقون بأنفسهم صفة «رجال الدين ودعاته ومشائخه» يثيرون في المجتمعات الإسلامية اليوم قضايا لا هدف منها سوى إلغاء العقل وزيادة الجهل والتجهيل في كل ما يتعلّق بأمور الدنيا والدين وإثارة التساؤلات العجيبة التي تكشف عن مدى التخلُّف الذي أصبح العالم العربي والإسلامي يعيشه، كما يكشف عن حالة الفراغ المؤلم الذي يسكن عقول وقلوب هؤلاء الدعاة مُصدري هذه الفتاوى الذين لم يجدوا ما يُصدرونه من فتاوى غير اعتبار الملابس الضيّقة التي ترتديها النساء في بيوت آبائهن أو أزواجهن مُنكراً وحراماً..!!. يحق للغرب «الصليبي الكافر» أن يصف المسلمين اليوم بالمتخلُّفين، ويحق لهم أيضاً أن ينعتوا المسلمين بأبشع النعوت والصفات بسبب هؤلاء الدُعاة «والعلماء» والمشائخ ممن يسمّون أنفسهم أو يسمّيهم تجّار فتاواهم ب«شيوخ الإسلام ونوادر العصر والزمان» ممن لم يُخلق مثلهم في سابق الأيام، ولن يُخلق مثلهم في قادم الأيام والعصور!!. نعم والله إن هؤلاء هم نوادر هذا العصر الذين سينتصر بهم الإسلام وستعلو بهم راية المسلمين عالية لا محالة. لا أدّعي كذباً عندما أقول إن التخلُّف سيبقى صفة تلازمنا إلى ما شاء الله، كما سيبقى هؤلاء «الدُهاة» من علماء وشيوخ الإسلام ونوادره الذين يعيشون بين ظهرانينا غصّة تعكّر حياتنا وتسيء إلينا في صباحات ومساءات أيامنا. هل وصل الجهل بنا إلى هذه الدرجة التي أصبحنا معها ننام ونصحو على وقع فتاوى جديدة تحلّل ما نلبس وتحرّم ما نأكل، تجيز ما ندخله إلى بيوتنا من خضروات وفواكه، وتنكر علينا مشاهدة التلفزيون أو حتى استخدام الكمبيوتر..؟!. آخر فتاوى رجال الإفتاء ونوادر العصر في اليمن كما قرأنا عبر بعض المنشورات في الفيس بوك حيث أصدر أعضاء مجلس الإفتاء في إحدى المحافظات فتوى تستنكر فيه ارتداء طالبات الثانوية للزي المدرسي البنّي ووصفوه بالمنكر، فماهو سبب إصدار هؤلاء «النوادر» لهذه الفتوى..؟! السبب هو أن الزي المدرسي ذا اللون البنّي مخالف للتقاليد، وأن اللون البنّي لافتٌ للنظر ومدعاة للفتنة..!!. وبعيداً عن هذه الفتوى هناك من أصدر فتاوى سابقة حرّمت استخدام المرأة لطلاء الأظافر واستخدام المكياج، كون المرأة هنا تغيّر من صورتها التي خلقها الله عليها، وهذا كفر بواح، وعلى المرأة التي تفعل ذلك أن تمتنع عن فعلها هذا وتعلن توبتها؛ ما لم فهي كافرة وخارجة عن الدين..!!. مؤسف حقاً ما نقرأه أو نسمعه من هؤلاء، ومؤسف أكثر أن نقبل على أنفسنا أن نعيش مع هؤلاء؛ ولكن ما عسانا أن نقول إن لم ينعم الله على البعض بالعقل والفهم الصحيح..؟! هذه الفتاوى الباعثة للسخرية تدفعني إلى أن أسأل: أين هم علماء الدين ومشائخ الإسلام الحقيقيون من هذه المهازل التي أصبح لها تجّارها، كما أصبح لها سوقً رائجة يرتادها الرجال والنساء على حدَّ سواء..؟!. [email protected]