«إلى الصديق أ. محمد الشعيبي» هل لنا أن نتحدّث عن مواطنة داخل الأحزاب والقوى السياسية..؟! وحين نقول مواطنة هنا لا نعني ما يفترض أن يتوافر عليها المواطنون بالمعنى الوطني للجغرافيا على صعيد الحقوق والحريات؛ ولكن لجهة تعيين إلى أي مدى توجد مواطنة داخل بعض الأحزاب المدنية والتقدّمية منها بوجه خاص في اليمن. من المعروف أن الديمقراطية والاختلاف في الرؤى والتباينات في وجهات النظر والتعدّد والتنوّع أمور تعد سمات أساسية لأي عمل مدني وسياسي وتدخل ضمن طبيعة ومفرادت العمل المدني المرتبط بحرية الرأي والرأي الآخر والحراك السياسي الفاعل والمعارض في نظريات النقد والتأثير والشراكة مع المجتمع والبيئة التي يتواجد أو يؤثّر فيها. وفي اليمن ربما غاب أي معطى للاختلاف والتعدد والرأي الآخر كمعنى جوهري للاختلاف داخل الأحزاب وكعنوان صحي لمسلمات الرأي والقبول بالمغايرة في الرأي الآخر المضاد له سلمياً بواسطة لغة وأساليب التعبير والرؤى المدنية والوطنية التي يحق لها التنافس الإيجابي لإثمار حركة السياسات والبرامج التي تعمل من خلالها أغلب القوى المدنية والسياسية في كل العالم من أجل التنافس في مجتمعاتها على مشاريع مدنية ووطنية ومؤسساتية ترتكز على مصداقية كسب ود وثقة المجتمع وليس قواعدها الحزبية بدرجة أو بأخرى. السؤال الذي يمكن أن نطرحه هنا في سياق تحولات تبعث لدى كثيرين على التفاؤل بعد تشكيل الحكومة ويأمل المواطنون من خلالها أن تلتقط الأحزاب فرصاً أخرى لاستعادة ثقة المجتمع فيها هو: هل تدرك الأحزاب والقوى السياسية ذلك وتستعيد نفسها في آخر فرصة لها، أم تكابر كعادتها في لا مبالاة المجتمع وحقوقه كأولوية وتراوح في الانكفاء على نفسها فتخسر حتى قيمة النقد الإيجابي لتقييم تجاربها التنظيمية..؟!. تكاد الثقة المجتمعية من واقع التذمر العام من فشل السياسيين وفساد كثيرين منهم أن تصل إلى الدرجات الدنيا من الاضمحلال والتلاشي وغياب المؤثّر والمصداقية في القول والفعل، وبعد أن تضاءل دور الأحزاب وغاب تأثيرها وتحكّم دورها ومستواه، فهل تدرك القوى السياسية في اليمن أن أمامها اليوم والحكومة أيضاً فرصة لوضع أداء كل منهما في محك التقييم المجتمعي؛ ومن ينال الثقة في المجتمع على صعيد العصب الخدماتي لأفراد الشعب بعيداً عن الوعود العرقوبية والشعارات التي لم يعد يصدقها الأفراد، فقد صار الوعي يقظاناًٍ بدرجة كبيرة ومن العبث أن تبقي القوى السياسية التي فشلت مراراً على نظرتها للمجتمع بنوع من الوصائية..؟!. [email protected]