في الأسبوع الماضي أدّت حكومة الشراكة الوطنية برئاسة المهندس خالد بحاح اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية بعد إعلان عن تشكيلها عقب أسابيع طويلة من الانتظار والترقُّب, لقد استبشر اليمنيون بهذه الحكومة خيراً لاسيما أنها ليست حكومة محاصصة حزبية إنما حكومة كفاءات وطنية. إن الواجب الوطني يقتضى من كل المكوّنات السياسية والحزبية والمنظمات الجماهيرية دعم هذه الحكومة ومساندتها والوقوف معها من أجل أن تقوم بمهامها، ومن لديه أية ملاحظة عليها؛ عليه تقديمها بالوسائل الديمقراطية الحضارية. على الجميع ترك المكايدات السياسية والحزبية وتصفية الحسابات على حساب المصلحة الوطنية, فالوطن لم يعد يتحمّل المزيد من الأزمات والمناكفات, الوطن بحاحة إلى التكاتف والتضافر ورص الصفوف, الوطن بحاحة إلى مصلحة وطنية حقيقية، وطي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة عنوانها الحب والتسامح والتعايش، فالأطان لا تُبني إلا بالحب، والشعوب التي لا تؤمن بالحب لا تبني حضارة؛ لأن الحب يولّد الفاعلية، والفاعلية تولّد العمل، والعمل يولّد الانتاج، والانتاج هو أساس بناء الحضارات. الانتصار للأشخاص والأحزاب على حساب الوطن ومصالحه العليا؛ عمل أحمق لا يقوم به إلا الحمقى، فالوطن يبقى والأشخاص زائلون, عندما يتم تقديم مصالح الأشخاص على مصالح الوطن؛ تكون هنا الكارثة التي ليس بعدها كارثة. الزعماء الحقيقيون هم من يضعون مصالح الوطن العليا فوق كل اعتبار، والزعماء المزيّفون هم من يحتكرون الوطن في شخوصهم كأنهم هم الوطن؛ فمن أحبّهم أحب الوطن، ومن عارضهم خان الوطن..!!. أمام الحكومة مهمّات يجب القيام بها اولها تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية بكل بنوده من أجل أن تستعيد الدولة هيبتها وتفرض سلطتها على كل مناطق الوطن وثم التهيئة للاستفتاء على الدستور والإعداد لانتخابات رئاسية ونيابية. هذا على المستوى السياسي؛ أما على المستوى الاقتصادي فأمام الحكومة مهام كثيرة وصعبة، فكما يعلم الجميع أن الاقتصاد الوطني يعاني مشاكل كثيرة، وحل هذا المشاكل بحاحة إلى استقرار سياسي وأمني، وهذا الاستقرار لا يمكن أن يتم إلا إذا تعاون الجميع مع الحكومة وقدّموا لها الدعم والمساندة. إنها الأمل الأخير، أما في حالة فشلها لا قدّر الله فإن النتائج سوف تكون وخيمة، والجميع سوف يدفعون الثمن، علينا إحسان النوايا وتصفية القلوب واستشعار المسؤولية الوطنية، وإن شاء الله لن تخيب آمالنا في حكومة الأمل.