النزعات الذاتية التي تصنعها عقول تابعة وتصفّق لها أيادٍ منافقة هي التي تخلق كل يوم كارثة إنسانية تتمثّل في كائن يُوصف أنه سياسي قد يلحق اسمه مصطلح محترم لتكتمل الكينونة الزائفة التي لا تعدو عن كونها بهرجاً يفتضح عشوائية الضجيج التي تحتمي به بمجرد ما يكون هناك تحليل منطقي وعقلاني لأحد سلوكياته أو مواقفه؛ ليس فقط على المستوى السياسي؛ قد يكون حتى على المستوى الشخصي. بين الحين والآخر تصل إلى مسامعنا عبارة أصدق من إرادتنا حين نتخذ من الكذب على أنفسنا مبرّراً للتفاؤل وهي عبارة «لا يوجد سياسي محترم» المدلول الفلسفي لمقولة كهذه يملك حججاً وبراهين تفسر الإنصاف المتجسّد في قراءة العمق الحقيقي لأي كائن يصطنع لنفسه الوجود من أوهام كانت يوماً أحلاماً مشروعة يحاكي بها عقول شعب تطغى على نصف تفكيره العاطفة والنصف الآخر مرهون لدى قسوة وظروف الواقع المفتعل. نبتعد كثيراً عن الحقيقة في كثير من الأوقات لأن طعمها فعلاً مرٌ؛ وخصوصاً عندما نصل إلى مرحلة التبلُّد وعدم القدرة على إدراك ما حولنا بشكل أعمق من رؤيتنا السطحية القاصرة عن إسقاط أقنعة السياسة التي يرتدونها بمقياس متواتر يحفظ لهم مصالحهم ويسلبنا أبسط مقوّمات الحياة؛ ومع هذا وحسب شرعهم السياسي هي معادلة متّزنة، فكيف إذاً سيكون هناك سياسي محترم وهو يعتنق شرعاً كهذا يمنحه حق المنصب وينتزع منك حق المواطنة..؟!. بقايا حبر المنعطف الوحيد الذي تجاوزته وأنا مغمضة ضميري عندما حاولت إقناعكم يوماًَ أن في هذا البلد يوجد سياسي محترم..!!.