لا شيء سوى أننا نسمع جعجعة ولا نرى طحناً، هذا هو عجيب الحال في بلادنا كلما سمعت عن مبادرة أو اتفاق أو مصالحة يتبادر إلى ذهني شخصية الرجل الذي كان يرتدي أفضل الملابس ويضع في جيبه دسته أقلام كجزء من اكتمال برستيجه الزائف كمتعلّم وهو في الحقيقة لا يجيد كلاهما لا القراءة ولا الكتابة، ووجه الشبه بين ذلك الرجل وما يحدث في واقعنا هو أن الزيف في جميع الأحوال من يحكمنا، ما زالت تركض أفكارنا بدهشة لتتبع نتائج مصطلحات جوفاء لا تمت إلى حقيقة مفهومها السياسي بصلة وإن كنت هذه المرة خاطئة في تصوري هذا فأنا بحاجة إلى من يشرح لي معنى مبادرة طرف سياسي كحزب الإصلاح الذي إن خفي عن أعيننا مشاهد ما حلّ به لم يخف على سمعنا استهدافه بطريقة انتقامية غير مبرّرة سوى أنها تصفية حسابات شخصية لم يكن هدفها حزباً سياسياً مؤثّراً بقدر ما تهدف إلى قص جناح القيادات التي هيمنت على كيانات سياسية وأمنية باسمه. لذا عن أي اتفاق يتحدثون، ومن سعى إلى هذا الاتفاق، أيعقل أن حزباً كالإصلاح سيتخلّى عن كرامته بالتغاضي عن كل الخسائر المادية والمعنوية التي لحقت بأبرز قياداته وعن العقول النيرة التي اغتيلت من حزبه وعن وعن وعن وسيكون هو الطرف الضعيف الذي يبحث عن اتفاق..؟!. هذا ما جعلني أصف كل ما يحدث بأنه زيف؛ فإذا كان تحالف المؤتمر مع الحوثي قد هزّ كيان مكوّن سياسي بحجم الإصلاح وجعله يظهر بهذا القدر من الاستسلام والخضوع؛ فأنا هنا أقدّر كلمة «عبيد» التي استخدمتها توكل كرمان حين وصفت قيادات حزبها..!!. بقايا حبر: اختلط نواح المواطن مع عواء الوطن، اخبروا العابثين أن يكفّوا الرثاء عند أطلال المحن، فأسماعنا موجوعة، لا تحتمل نشاز العزاء وزيف المواسأة..!!. [email protected]